

تقدم IOTA Blockchain رؤية مبتكرة في مجال تكنولوجيا السجلات الموزعة، إذ جرى تطويرها خصيصًا لمعالجة التحديات الفريدة في منظومة إنترنت الأشياء (IoT). انطلقت IOTA من الحاجة إلى تجاوز القيود المرتبطة بالبلوكشين التقليدي، خصوصًا ما يتعلق بالتشغيل البيني، وقابلية التوسع، واستهلاك الطاقة، لتصبح حلًا رائدًا يوفر بنية تحتية فعالة وقابلة للتوسع وصديقة للبيئة.
IOTA Blockchain هي تكنولوجيا سجلات موزعة (DLT) مصممة خصيصًا لمنظومة إنترنت الأشياء. وتوفر، كمنصة مفتوحة المصدر، حلولًا قوية في مجالات متعددة مثل تتبع سلاسل التوريد، وإدارة الهوية الرقمية، ونقل القيمة الآمن، وتطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi). ما يميز IOTA Blockchain عن أنظمة البلوكشين التقليدية هو أساسها المعماري الفريد.
جوهر ابتكار IOTA Blockchain هو الـ Tangle، وهو رسم بياني موجه غير دوري (DAG) يعيد تعريف البنية الخطية المعتادة للبلوكشين. فبدلًا من تنظيم المعاملات في كتل تسلسلية، يسمح الـ Tangle بترابط المعاملات عبر شبكة من العقد، مكونًا بنية شبكية. في هذا النظام، يتوجب على كل معاملة جديدة أن تصدّق على معاملتين سابقتين قبل تأكيدها، ما يخلق شبكة متداخلة من المعاملات تتوسع تلقائيًا بازدياد نشاط الشبكة.
ويمنح هذا التصميم المبتكر عدة مزايا رئيسية. أولًا، يوفر الـ Tangle قابلية توسع وكفاءة عالية، إذ تزداد طاقة الشبكة بازدياد عدد المشاركين، بخلاف البلوكشين التقليدي الذي يعاني من اختناق الأداء مع كثافة الاستخدام. ثانيًا، تتيح IOTA Blockchain إجراء المعاملات دون أي رسوم، ما يزيل الحواجز المالية التي تحد من الشبكات الأخرى. ثالثًا، يتميز النظام بكفاءة طاقة استثنائية، حيث يستهلك طاقة أقل بكثير من بلوكشين إثبات العمل. وأخيرًا، تتفوق بنية IOTA في معالجة المعاملات الصغيرة جدًا، ما يجعلها مثالية للمدفوعات الدقيقة بين الأجهزة في بيئات إنترنت الأشياء.
تتكامل مع الـ Tangle شبكة Shimmer، وهي شبكة اختبار متقدمة لـ IOTA Blockchain. وتعمل Shimmer كساحة تجريبية أساسية تُختبر فيها التحديثات والتغييرات الجديدة قبل انتقالها إلى الشبكة الرئيسية لـ IOTA، مما يضمن الاستقرار والموثوقية في بيئة الإنتاج.
تمثل IOTA Blockchain 2.0 نقطة تحول جوهرية في مسار تطوير البروتوكول، إذ تعكس إعادة بناء كاملة للمعمارية بهدف تحقيق اللامركزية الشاملة. ويسترشد هذا التحديث بخمسة مبادئ رئيسية تشكل توجهه المستقبلي.
يركز مبدأ الإتاحة على إبقاء الشبكة مفتوحة وقابلة للاستخدام للجميع بغض النظر عن المستوى التقني أو توفر الموارد. ويتيح مبدأ التوازي معالجة المعاملات بشكل متزامن، ما يزيد من إنتاجية الشبكة ويقلل من أوقات التأكيد. ويعزز مبدأ الحجم والسرعة قدرة الشبكة على التعامل مع كميات ضخمة من المعاملات بسرعة عالية، وهو أمر جوهري في بيئات إنترنت الأشياء التي تولد تدفقات بيانات مستمرة.
ويُبرز مبدأ الديناميات الاجتماعية أهمية الحوكمة المجتمعية ومشاركة أصحاب المصلحة في تطوير الشبكة. أما مبدأ الاقتصاد المستدام، فيرسخ نموذجًا اقتصاديًا رمزيًا (Tokenomics) يحفز السلوك الإيجابي في الشبكة ويضمن استمراريتها دون الاعتماد على رسوم المعاملات.
تغطي مرونة IOTA Blockchain العديد من القطاعات، حيث تؤسس طبقة ثقة أساسية وبروتوكولًا جوهريًا لمشاركة البيانات والأصول بأمان. وتُثبت التطبيقات الواقعية القيمة العملية والإمكانات التحويلية لهذه التقنية.
في تطبيقات الصناعة 4.0، تعاونت IOTA Blockchain مع جهات كبرى مثل Dell Technologies وIntel لمواجهة تحديات مصداقية البيانات. ومع تزايد الاعتماد على أنظمة اتخاذ القرار الآلي في التصنيع والصناعة، تصبح موثوقية مجموعات البيانات الضخمة أمرًا أساسيًا. يوفر سجل IOTA غير القابل للتغيير مرجعية بيانات موثوقة، مما يسمح باتخاذ قرارات آلية بثقة.
استفادت قطاعات السفر والصحة الإلكترونية من إمكانات IOTA Blockchain عبر شراكات مع شركات مثل Zebra Technologies، حيث تم تطوير بنية تحتية آمنة وقابلة للتشغيل البيني لشهادات الصحة الرقمية. وتظهر هذه المنظومة قدرة IOTA على بناء أنظمة تحقق عالمية مع الحفاظ على خصوصية المستخدمين وأمان بياناتهم.
استخدمت مبادرات المدن الذكية تقنية IOTA Blockchain لتحسين البنية التحتية الحضرية. فقد أدرجت ETO Gruppe مستشعرات ذكية في محددات المرور اعتمادًا على تكنولوجيا IOTA، حيث تجمع هذه المستشعرات بيانات المرور الفورية وتنقلها بأمان وكفاءة، ما يتيح تحسين حركة المرور والحد من الازدحام وتعزيز التنقل دون المساس بسلامة البيانات أو أمانها.
تعمل مؤسسة IOTA، التي تأسست عام 2015 في برلين بألمانيا، كمنظمة خيرية غير ربحية. ويعكس هذا الإطار التنظيمي التزام IOTA بتطوير التكنولوجيا لصالح المجتمع وليس لتحقيق الأرباح. وتدير المؤسسة شبكة عالمية من المطورين والمصممين والمهندسين ورواد الأعمال، يدعمون معًا تطوير البروتوكول واعتماده.
ويتيح هذا النهج الموزع الاستفادة من خبرات ورؤى متنوعة عالميًا، مما يغذي الابتكار ويعزز الالتزام بروح المصدر المفتوح والنموذج غير الربحي للمشروع.
يعتمد نظام IOTA Blockchain على ثلاثة رموز مميزة، لكل منها دور محدد في بنية الشبكة.
رمز IOTA هو الوسيلة الرئيسية لنقل القيمة داخل الشبكة الرئيسية، ويتميز بعدم وجود أي رسوم للمعاملات، ما يجعله مثاليًا للمدفوعات الصغيرة، وهي ضرورية في تطبيقات إنترنت الأشياء حيث تتبادل الأجهزة مبالغ بسيطة بشكل متكرر. ويتيح هذا النظام الخالي من الرسوم حالات استخدام يصعب تحقيقها في الشبكات القائمة على الرسوم.
Mana هو مورد أساسي للوصول إلى سجل IOTA وتحديث حالته عبر إنشاء الكتل. ويعمل Mana كنظام سمعة داخل الشبكة، حيث يحصل المشاركون عليه حسب أرصدتهم ونشاطهم، مما يحدد نفوذهم في التوافق الشبكي وإمكانية الوصول إلى الموارد في أوقات الطلب المرتفع.
SMR هو الرمز الأصلي الحصري لشبكة Shimmer التجريبية. وعلى خلاف رموز الاختبار في المنصات الأخرى، يحمل SMR قيمة اقتصادية فعلية ويتم تداوله في منصات العملات الرقمية، ما يشجع المشاركين على اختبار وتقييم التحديثات الجديدة بجدية قبل تطبيقها على الشبكة الرئيسية، ويكافئ المساهمين والمبادرين في تطوير الشبكة.
تقدم IOTA Blockchain تحولًا جوهريًا في تكنولوجيا السجلات الموزعة، إذ صممت خصيصًا لتلبية متطلبات إنترنت الأشياء. وبفضل بنية Tangle المبتكرة، تعالج IOTA التحديات الأساسية في قابلية التوسع وتكاليف المعاملات وكفاءة الطاقة التي أعاقت البلوكشين التقليدي في تطبيقات إنترنت الأشياء. ويجسد تطوير IOTA Blockchain 2.0 التزام المشروع باللامركزية الكاملة دون الإخلال بأداء التطبيقات الواقعية.
وبفضل حالات الاستخدام المثبتة في صناعات مثل التصنيع والرعاية الصحية والمدن الذكية، تجاوزت IOTA مرحلة النظريات إلى التطبيق العملي. كما أن الاستخدام الاستراتيجي لشبكة Shimmer التجريبية ونموذج الرموز المدروس الذي يشمل IOTA وMana وSMR يخلق نظامًا بيئيًا مستدامًا يدعم المشاركة ويتيح المعاملات دون رسوم. ومع استمرار IOTA في تطوير تقنيات التوسع مثل التجزئة (Sharding)، فإنها تفتح آفاقًا جديدة للاستقلالية الرقمية واللامركزية، ما قد يحدث نقلة في تفاعل الأجهزة والأنظمة والمؤسسات في عالم متصل. ويمنح الهيكل غير الربحي لمؤسسة IOTA ونهجها التعاوني المشروع القدرة على تحقيق رؤيتها بإنشاء طبقة ثقة لاقتصاد الآلة، تضمن تبادل البيانات والقيمة بأمان وقابلية توسع واستدامة لجميع المشاركين في منظومة إنترنت الأشياء.
IOTA هي بلوكشين لامركزية لإنترنت الأشياء، صممت لتمكين المعاملات القابلة للتوسع ودون رسوم. تستخدم رسمًا بيانيًا موجهًا غير دوري بدلًا من البلوكشين التقليدي، ما يتيح إدارة بيانات آمنة لأجهزة إنترنت الأشياء.
لا، IOTA لا تعمل على Ethereum. بل تعتمد على تكنولوجيا السجلات الموزعة الخاصة بها المسماة Tangle، والتي تختلف جذريًا عن شبكات البلوكشين مثل Ethereum.
تعتمد IOTA على بنية DAG، ما يتيح معاملات سريعة ودون رسوم، بينما تستخدم Bitcoin بنية البلوكشين مع التعدين والرسوم. تركز IOTA على إنترنت الأشياء والمعاملات الدقيقة، في حين تركز Bitcoin على تخزين القيمة.
نعم، تملك IOTA مستقبلاً واعدًا. فبفضل تقنيتها المبتكرة وتطبيقاتها العملية، تتمتع بفرص قوية للنمو، وقد يؤدي استمرار التطوير والاعتماد إلى نجاح ملحوظ بحلول عام 2025.











