
أخذ العينات حسب التوفر هو منهج غير احتمالي يُمكّن الباحثين من اختيار المشاركين بناءً على سهولة الوصول أو التواصل، دون اتباع عملية اختيار عشوائية. يُستخدم هذا المنهج بشكل واسع في دراسات السوق، واستطلاعات العلوم الاجتماعية، والدراسات الاستكشافية الأولية لما يوفره من سهولة في التطبيق وتكلفة منخفضة. ورغم ما يقدمه من كفاءة واضحة في جمع العينات، إلا أنه غالبًا يؤدي إلى نتائج يصعب تعميمها على المجتمعات الأكبر بسبب مشكلات التمثيل.
تتجلى الصفات الأساسية لهذا المنهج في عدة نقاط رئيسية:
يلعب هذا المنهج دورًا مهمًا في بحوث السوق وصنع القرار التجاري:
خلال مراحل اختبار المنتجات، تلجأ الشركات غالبًا إلى أخذ العينات حسب التوفر لجمع ملاحظات المستخدمين الأولية وتسريع تطوير المنتج. يناسب هذا الأسلوب الشركات الناشئة ذات الميزانيات المحدودة، حيث يوفر وسيلة فعالة لفهم توجهات المستهلكين ضمن حدود الموارد. ومع ذلك، قد يؤدي هذا الأسلوب إلى نتائج سوقية متحيزة، إذ غالبًا لا تمثل العينات السوق المستهدف بكامله، مما يؤثر على دقة القرارات الاستراتيجية. لذا يُستخدم أخذ العينات حسب التوفر غالبًا كمقدمة أو مكمل للدراسات السوقية الشاملة وليس كأساس نهائي للقرار.
عند تطبيق هذا المنهج، ينبغي على الباحثين الانتباه للمخاطر التالية:
رغم هذه التحديات، يمكن تعزيز جودة البحث عبر توضيح قيود العينة، دمج عدة أساليب أخذ عينات، واستخدام تقنيات تحقق متعددة.
يُعد أخذ العينات حسب التوفر أداة فعالة وعملية في البحث، ورغم محدوديته في الصرامة العلمية، يظل خيارًا مهمًا في الحالات ذات الموارد المحدودة أو الدراسات الاستكشافية أو عند الحاجة إلى نتائج سريعة. المهم أن يفهم الباحثون جيدًا نطاق التطبيق والقيود ويقوموا بتوضيحها لضمان تفسير وتطبيق سليم للنتائج. وعند دمجه بأساليب أكثر صرامة، يمكن أن يشكّل أساسًا لأبحاث أكثر شمولية وعمقًا.
مشاركة


