توقع مذهل! توم لي يتنبأ بوصول الإيثريوم إلى 62,000 دولار، هل هذا واقعي؟

المحلل الشهير والشريك المؤسس لشركة Fundstrat، توم لي، أطلق مؤخراً “قنبلة مدوية” في أحد المؤتمرات الصناعية، حيث توقع أن يصل سعر الإيثريوم إلى مستوى مذهل يبلغ 62,000 دولار أمريكي، وأن تبلغ قيمته السوقية 25% من قيمة البيتكوين. تكمن منطقته الأساسية في أن توم لي يرى أن الإيثريوم يمر بـ"لحظة شبيهة بفك ارتباط الدولار بالذهب في عام 1971"، وأنه سيعيد تشكيل النظام المالي العالمي بالكامل من خلال توكننة الأصول.

ومع ذلك، فقد واجه المتداولون والمحللون الفنيون هذا التوقع بتشكيك حاد: فعلى الرغم من هيمنة الإيثريوم في قطاع الأصول الحقيقية بقيمة مقفلة تبلغ 10.7 مليار دولار، إلا أن الرسوم البيانية الفنية الحالية لا تظهر بنية تدعم مثل هذا الارتفاع المتفجر. هذا التصادم الحاد بين السرديات المستقبلية والمؤشرات الفنية قصيرة المدى أثار نقاشاً عميقاً في المجتمع حول القيمة المستقبلية للإيثريوم.

السردية الكبرى لـ"لحظة 1971": تفكيك منطق توقع توم لي

توقعات توم لي ليست وليدة الخيال، بل يبني آراءه، التي طرحها في أسبوع البلوكشين، على تشبيه تاريخي واسع النطاق. فهو يقارن المرحلة الحالية من تطور الإيثريوم بـ"صدمة نيكسون" حين تم فك ارتباط الدولار بالذهب عام 1971. في ذلك الوقت، وبعد التخلي عن قاعدة الذهب، ازدهرت سوق المشتقات المالية الحديثة في وول ستريت للحفاظ على مكانة الدولار كعملة احتياطية. يرى توم لي أن الإيثريوم يلعب دوراً مشابهاً اليوم، حيث أصبح منصة البنية التحتية لموجة توكننة الأصول العالمية.

في هذا الإطار السردي، يتم تحويل الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات والعقارات، التي تقدر بتريليونات الدولارات، إلى رموز رقمية على البلوكشين. يؤكد توم لي أن وول ستريت ستبني مستقبلاً مجموعة جديدة كلياً من المنتجات المالية على منصات العقود الذكية كالإيثريوم. ويتجلى هذا الاتجاه بوضوح في إجمالي القيمة المقفلة من الأصول الحقيقية في DeFi، حيث تشير البيانات إلى أن إجمالي القيمة المقفلة في مجال RWA يبلغ حالياً 16.29 مليار دولار عبر الشبكات، منها 10.7 مليار دولار على شبكة الإيثريوم، أي أكثر من 65% من الحصة السوقية، مما يؤكد هيمنتها. ويعتقد توم لي أن هذا الاستخدام المحوري سيمكن الإيثريوم من التفوق على البيتكوين بقية هذا العام، وأن تصل قيمته السوقية إلى 25% من قيمة البيتكوين؛ فإذا بلغ البيتكوين 250,000 دولار، سيكون سعر الإيثريوم 62,000 دولار.

ومع ذلك، فإن مقارنات التاريخ المالي تتطلب شروطاً صارمة للغاية. فالتغيير في عام 1971 حدث في نظام مالي تقليدي مركزي وتحت أنظمة رقابة قوية تقودها الدول، بينما توكننة الأصول التي يقودها الإيثريوم تحدث بشكل تلقائي في شبكة مفتوحة لا مركزية عالمية وما زالت القوانين التنظيمية حولها تتطور. لذلك، تختلف دوافع وسرعة ومقاومة التنفيذ اختلافاً جذرياً. توقع توم لي يبدو أقرب إلى رؤية تستند إلى اتجاهات طويلة الأجل، ومسار تحقيقها مليء بعدم اليقين، في حين أن السوق يهتم أكثر بما إذا كانت الرسوم البيانية الفنية تشير إلى أي دعم لهذا الطموح.

الواقع الفني: اختبار هيكل السوق ونسبة ETH/BTC

أمام توقعات الأسعار الجريئة كهذه، يتجه المحللون الفنيون عادةً إلى الرسوم البيانية بحثاً عن أدلة داعمة أو منافية. وأول ما ينظر إليه هو سعر صرف ETH/BTC، لأنه أساس توقع “حصة سوقية تعادل 25% من البيتكوين”. تشير الرسوم البيانية إلى أن هذا الزوج اخترق فعلاً في الآونة الأخيرة خط مقاومة قطري طويل الأمد كان يحد من صعوده منذ أغسطس، وهو إشارة إيجابية على المدى القصير. وعادة ما يؤدي مثل هذا الاختراق في الهياكل طويلة الأجل إلى اتجاه صاعد مستمر.

ومع ذلك، يرى المحللون الفنيون أن نطاق الصعود بعد هذا الاختراق محدود نسبياً. فالمقاومة التالية تقع في منطقة تصحيح فيبوناتشي بين 0.037 و0.038 بيتكوين، أي أن هناك نحو 10% فقط من مساحة الارتفاع من المستويات الحالية. أما للوصول إلى نسبة 0.25 بيتكوين كما توقع توم لي، فهذا يتطلب ارتفاعاً يزيد عن 550% من المستوى الحالي، وهو أمر شبه مستحيل في زوج تداول ناضج. ورغم أن مؤشر القوة النسبية (RSI) اخترق خط المنتصف 50، ما يدل على تحسن الزخم، إلا أن قوته لا تكفي لدعم قفزة بهذا الحجم. وبالنظر فقط إلى الرسم البياني، يبدو هدف 0.25 بعيد المنال جداً في المستقبل المنظور.

النقاط الفنية الرئيسية لتحليل زوج ETH/BTC

اختراق مقاومة طويلة الأجل: تم الاختراق لخط الاتجاه الهابط منذ أغسطس

المقاومة الرئيسية القادمة: ₿0.037 - ₿0.038 (منطقة فيبوناتشي)

الصعود المحتمل قصير الأجل: حوالي 10% (حتى المقاومة أعلاه)

هدف توم لي: ₿0.25 (يتطلب زيادة بأكثر من 550% من المستوى الحالي)

حالة مؤشر RSI: فوق 50 لكن بقوة معتدلة

الاستنتاج الأولي: قد نشهد ارتفاعاً طفيفاً على المدى القصير، لكن لا يوجد دعم هيكلي فني لتحقيق نسبة 0.25

الاعتماد المزدوج: هل اتجاه البيتكوين هو سقف الإيثريوم؟

هناك افتراض ضمني آخر في توقعات توم لي، وهو أن سعر البيتكوين نفسه يجب أن يصل إلى قرابة 250,000 دولار، لأن سعر الإيثريوم البالغ 62,000 دولار مبني على هذا الأساس. وهذا يحول السؤال إلى التوقعات الفنية للبيتكوين. حالياً، يظهر على الرسم البياني الأسبوعي للبيتكوين إشارات تباعد هبوطي واضحة (سعر يحقق قمماً جديدة أو يتحرك عرضياً بينما تنخفض مؤشرات الزخم)، وهو ما يشير عادةً في التحليل الفني إلى ضعف الزخم الصاعد واحتمال انعكاس الاتجاه.

والأخطر من ذلك، أن سعر البيتكوين حالياً عند الحد السفلي لقناة صاعدة موازية، وإذا تم كسرها بفاعلية فقد يؤدي ذلك إلى تصحيح أعمق، حيث يرى بعض المحللين أن السعر قد يختبر دعم أقل من 70,000 دولار قبل نهاية العام. والطريقة الوحيدة لقلب هذا الهيكل الفني السلبي هي ارتداد قوي يعيد البيتكوين إلى داخل القناة الصاعدة، لكن لا توجد إشارات واضحة لهذا الانعكاس حالياً في السوق. وإذا دخل البيتكوين في تصحيح أو اتجاه هابط، فإن محاولة الإيثريوم الانفصال والصعود بشكل مستقل إلى 62,000 دولار ستكون شبه مستحيلة في هذا السياق. فما زال صعود الإيثريوم، وخاصة في هذه المرحلة السوقية، يعتمد بشكل كبير على معنويات السوق العامة وتدفق الأموال في البيتكوين.

سردية التوكننة: الأساس الحقيقي لقيمة طويلة الأجل

ورغم التحديات الفنية على المدى القصير، يجب أن نقيم بموضوعية ما إذا كانت سردية توم لي الأساسية — التوكننة — لديها فعلاً القدرة على دعم قيمة طويلة الأجل. والإجابة نعم. فالإيثريوم، باعتباره أول من ابتكر العقود الذكية وأكبر بيئة للمطورين، يتمتع بميزة السبق وتأثير الشبكة في مجال نقل الأصول المالية التقليدية إلى البلوكشين. قيمة 10.7 مليار دولار للأصول الحقيقية المقفلة ليست رقماً وهمياً، بل تعكس أصولاً حقيقية مثل سندات الخزانة الأمريكية، والرهون العقارية العقارية، والقروض الخاصة تولد عوائد على السلسلة.

ويجذب هذا الاتجاه اهتمام كبار مديري الأصول التقليدية من WisdomTree إلى BlackRock، إذ يقومون بإصدار صناديق ومنتجات مالية رمزية على الإيثريوم. هذا التبني المؤسسي يسير ببطء لكنه ثابت؛ فهو لا يولد حالة FOMO على الرسوم البيانية، بل يعزز الأساس الاقتصادي والطلب الحقيقي على الإيثريوم في البنية التحتية. على المدى الطويل، قد يغير هذا نموذج التقاط القيمة للإيثريوم، من مجرد “نفط رقمي” (رسوم الغاز) إلى “نظام تشغيل مالي أساسي”، ما يفتح آفاقاً جديدة لنمو قيمته السوقية.

لذا، يمكن اعتبار توقع توم لي بمثابة استقراء متطرف لنهاية هذه السردية الطويلة الأمد. فهو يحدد الاتجاه لكنه يغفل عن تحديد الزمن والمسار. وللمستثمرين، من الأفضل مراقبة مؤشرات رئيسية مثل نمو حجم الأصول الحقيقية على الإيثريوم ربعياً، وسرعة وحجم إطلاق المنتجات المؤسسية ذات الصلة، وتأثير تطوير شبكات الطبقة الثانية على قابلية الاستخدام والتوسع، بدلاً من التركيز على رقم 62,000 دولار بحد ذاته. فهذه المؤشرات هي المعيار الحقيقي للحكم على ما إذا كانت سردية “التوكننة” تحقق التحقق التدريجي أو تواجه عنق زجاجة.

توقع توم لي بسعر 62,000 دولار للإيثريوم كان بمثابة حجر ضخم ألقي في بركة العملات الرقمية، فأثار موجة من النقاش بين الحلم والواقع. من جهة، رسم مخططاً مثيراً لإعادة تشكيل القطاع المالي عبر التوكننة، ومن جهة أخرى، بدا بعيد المنال بسبب غياب الدعم الفني قصير الأجل. جوهر هذا الجدل هو التوتر الكلاسيكي بين سرديات الأساسيات طويلة الأجل وهياكل السوق الفنية قصيرة المدى. وللسوق، ربما الأهم ليس مدى دقة التوقع، بل كيف يدفعنا لمزيد من التفكير العميق: هل سيستمر جوهر قيمة الأصول الرقمية في الدورة القادمة معتمداً على الندرة والسرد النقدي فقط، أم سيتحول تدريجياً إلى قصص الاستخدام والأصول الإنتاجية؟ ولا شك أن الإيثريوم يقف اليوم عند مفترق طرق هذا التحول السردي.

ETH-0.36%
BTC-1.35%
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخنعرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.55Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.86Kعدد الحائزين:4
    1.31%
  • القيمة السوقية:$4.32Kعدد الحائزين:275
    3.83%
  • القيمة السوقية:$3.76Kعدد الحائزين:2
    0.44%
  • القيمة السوقية:$3.71Kعدد الحائزين:2
    0.17%
  • تثبيت