رؤية جي بي مورغان لعام 2026: تباين اقتصادي، تباين السياسات، وارتفاع معدل تبني الذكاء الاصطناعي

أصدر بنك جي بي مورغان تقريره السنوي للتوقعات، متوقعًا أن تعيد ثلاث قوى كبرى تشكيل الأسواق العالمية بحلول عام 2026، وهي: تباين السياسات النقدية، الارتفاع الحاد في معدلات تبني الذكاء الاصطناعي، والتنوع المتزايد في الاقتصاديات والأسواق. حدد التقرير الهدف السعري لمؤشر S&P 500 عند 7,500 نقطة، وتوقع أن يصل سعر الذهب إلى 5,000 دولار أمريكي.

المصدر: مقال من تأليف “وال ستريت جورنال”، منسق ومترجم ومحرر من قبل Foresight News. (معلومات سابقة: جي بي مورغان يتوقع وصول بيتكوين إلى 170,000 دولار العام المقبل، ويراقب عن كثب خط mNAV 1 لشركة مايكروستراتيجي) (معلومات خلفية: جي بي مورغان: دورة الذكاء الاصطناعي الفائقة تدفع مؤشر S&P 500 للنمو 17% إضافية بحلول 2026)

الذكاء الاصطناعي يدفع بتوسعة الإنفاق الرأسمالي، بينما الاستهلاك يتخذ منحى “K”. ووفقًا لتقرير التوقعات السنوي الصادر عن جي بي مورغان في 5 يونيو، ستعيد ثلاث قوى أساسية تشكيل الأسواق العالمية بعمق بحلول 2026: سياسات نقدية غير متساوية، ارتفاع مذهل في معدلات تبني الذكاء الاصطناعي، وتفاقم التباين متعدد الأبعاد في الأسواق والاقتصادات.

وبحسب منصة “تشوي فونغ تريدينج”، رغم تعقيد البيئة العامة، لا يزال جي بي مورغان متفائلًا بشأن أسواق الأسهم العالمية، وحدد هدف مؤشر S&P 500 لنهاية 2026 عند 7,500 نقطة. يرى الاستراتيجيون أن “دورة الذكاء الاصطناعي الفائقة” تدفع بإنفاق رأسمالي وأرباح قياسية، وستكون محور الاستثمار الأساسي في العام المقبل. وإذا خفف الاحتياطي الفيدرالي سياسته بسبب تحسن التضخم، قد يتجاوز المؤشر 8,000 نقطة في 2026. حتى وقت النشر، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.19 لتصل إلى 6,870 نقطة.

فيما يخص السياسة النقدية، يتوقع جي بي مورغان أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر هذا العام ويناير المقبل، ثم يتوقف عن أي تحركات إضافية، ويحافظ على هذا “الانحراف غير المتوازن” حتى النصف الأول من 2026. هذا المسار سيؤدي إلى تباين ملحوظ بين البنوك المركزية في الأسواق المتقدمة: باستثناء توقعات خفض الفائدة من الفيدرالي وبنك إنجلترا، من المتوقع أن تبقى البنوك المركزية في منطقة اليورو، الدول الاسكندنافية وأستراليا على الحياد في 2026. هذا التباين سيضغط على الدولار نحو الهبوط، لكن الانخفاض سيكون محدودًا بقوة الاقتصاد الأمريكي النسبي.

تؤكد مجموعة استراتيجيات الأسواق العالمية في جي بي مورغان أن عام 2026 سيمتاز بـ"استقطاب متعدد الأبعاد": تباين سوق الأسهم بين قطاعات الذكاء الاصطناعي وغير الذكاء الاصطناعي، تباين الاقتصاد الأمريكي بين الإنفاق الرأسمالي القوي وضعف الطلب على العمالة، وانقسام الاستهلاك بطريقة غير صحية على شكل “K”.

دورة الذكاء الاصطناعي الفائقة والتباين الاقتصادي لا ينظر جي بي مورغان إلى 2026 فقط كسنة لتسارع معدلات تبني الذكاء الاصطناعي، بل يراها أيضًا كمرحلة مفصلية لإعادة تشكيل الاستثمار، الإنتاجية، والريادة القطاعية. التوسع المستمر للذكاء الاصطناعي يدفع بحمى الإنفاق الرأسمالي عالميًا. ويشير التقرير إلى أنه رغم تحديات سوق العمل في بعض القطاعات الأمريكية، إلا أن استثمارات الشركات مدفوعة بقوة باتجاه الذكاء الاصطناعي. ويرى البنك أن زخم نمو قطاع الذكاء الاصطناعي ينتشر جغرافيًا وقطاعيًا، من التكنولوجيا والخدمات وحتى البنوك، الرعاية الصحية، واللوجستيات.

هذا النمو المدفوع بالتقنية يزيد أيضًا من الفجوات داخل الهيكل الاقتصادي. يصف جي بي مورغان اقتصادًا “على شكل K”، حيث يبقى إنفاق الشركات الرأسمالي قويًا بينما يتزايد التباين في إنفاق الأسر الاستهلاكي. وبينما قد يطلق جدول أعمال الحكومة الأمريكية الجديد لتحرير الأسواق طاقات أعمال جديدة، قد تتأثر السياسات الجمركية تدريجيًا، في حين أن مكاسب الإنتاجية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي وانخفاض أسعار الطاقة ستعوض جزئيًا تأثير التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية.

في توقعات النمو الاقتصادي، يتوقع جي بي مورغان أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 2.5% في 2026، متساويًا تقريبًا مع 2.7% في 2025. من المتوقع أن يحافظ الاقتصاد الأمريكي على نمو 2.0%، بينما ستنخفض منطقة اليورو إلى 1.3%. ويشير التقرير إلى أن آفاق النمو العالمية لا تزال مرنة، مدعومة بالسياسات النقدية والمالية التوسعية، وتراجع المخاوف من السياسات الأمريكية. ويتوقع البنك أن يبقى التضخم في أمريكا لزجًا، مع ارتفاع طفيف في مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الأساسي من 3.0% في 2025 إلى 3.1% في 2026.

“تزامن” السياسات النقدية أصبح شيئًا من الماضي. ويتوقع جي بي مورغان أن وتيرة التيسير في الأسواق المتقدمة ستكون غير متكافئة للغاية. ويتوقع البنك أن يستقر معدل الفائدة الحيادي للفيدرالي عند حوالي 3% بعد استكمال “خفض الفائدة الوقائي”. بالمقابل، من المتوقع أن يجري بنك إنجلترا المزيد من الخفض في ديسمبر 2025، ومارس ويونيو 2026. أما في منطقة اليورو واليابان، فمن المتوقع أن تتعرض معدلات الفائدة لضغوط مختلفة، خاصة وأن بنك اليابان، رغم حذره، سيواجه ضغوطًا لرفع سعر الين.

استراتيجيات عبر الأصول: نظرة سلبية على النفط، وتفاؤل مفرط بالذهب استنادًا إلى هذا التحليل الكلي، حدد جي بي مورغان رؤى واضحة لتوزيع الأصول: السندات وأسعار الفائدة: من المتوقع أن يشهد عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات حركة هبوطية ثم صعودًا، مع هدف منتصف العام عند 4.25% ونهاية العام عند 4.35%. وبالنظر لتوقعات توقف الفيدرالي عن خفض الفائدة، ينصح الاستراتيجيون بتقليل الوزن في الجزء الأوسط (2 سنة / 5 سنوات / 10 سنوات) من منحنى العائد.

أسواق العملات: الحفاظ على النظرة السلبية تجاه الدولار الأمريكي، حيث من المتوقع أن يحد ميل الفيدرالي للسياسة غير المتوازنة في النصف الأول من 2026 من قوة الدولار. ويتخذ البنك موقفًا سلبيًا تجاه الين الياباني، متوقعًا أن يصل سعر صرف الدولار/الين (USD/JPY) إلى 164 في الربع الرابع من 2026. في الأسواق الناشئة، يفضل البنك العملات ذات العوائد المرتفعة مثل الريال البرازيلي (BRL)، البيزو المكسيكي (MXN) والراند الجنوب أفريقي (ZAR).

السلع: يتخذ جي بي مورغان موقفًا سلبيًا تجاه النفط، متوقعًا أن يؤدي اختلال التوازن بين العرض والطلب إلى انخفاض الأسعار، مع توقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 58 دولارًا للبرميل في 2026. بالمقابل، يحافظ البنك على توقعات صعودية هيكلية للمعادن الثمينة، محددًا هدف سعر الذهب في الربع الرابع من 2026 عند 5,000 دولار للأونصة، كما يبدي تفاؤلًا تجاه الفضة والنحاس (مدفوعًا أساسًا بالطلب على الكهرباء للذكاء الاصطناعي) والألمنيوم.

حدد جي بي مورغان الافتراضات الرئيسية للسيناريوهات: في السيناريو الإيجابي “مخاطر الصعود”، يتوسع موضوع الذكاء الاصطناعي أكثر، أو يتحقق “انخفاض التضخم دون ألم” (immaculate disinflation)، أي أن مكاسب الإنتاجية تعوض الضغوط التضخمية، ما يسمح للفيدرالي بإكمال تطبيع أسعار الفائدة. كما أن تخفيف الحكومة الأمريكية للقيود أو توسع الإنفاق المالي العالمي قد يدفع النمو الاقتصادي لتجاوز التوقعات.

أما في السيناريو السلبي “مخاطر الهبوط”، فتشمل التهديدات الرئيسية تباطؤًا اقتصاديًا حقيقيًا، أو تشكك السوق في الذكاء الاصطناعي مما يؤدي لتراجع أسهم التكنولوجيا، أو حدوث تحول مفاجئ في سياسات الفيدرالي. خاصة إذا استمر التضخم في الالتصاق وأُجبر الفيدرالي على التخلي عن الانحراف غير المتوازن والتحول للتشديد، فقد يؤدي ذلك لتراجع السيولة وضرب الأصول عالية بيتا (High Beta).

تقارير ذات صلة بيتكوين تصبح ساحة معركة: حرب صامتة بين البيت الأبيض وجي بي مورغان مجتمع الكريبتو يقاطع تقرير جي بي مورغان: بيع الصناديق وشراء مايكروستراتيجي وبيتكوين الداعم جي بي مورغان يحذر: إذا أُزيلت مايكروستراتيجي من مؤشر MSCI فقد تتعرض صناديق المؤشرات لضغط بيع بقيمة 11.6 مليار دولار 〈جي بي مورغان في عيون 2026: تباين اقتصادي، تباين السياسات، ارتفاع معدلات تبني الذكاء الاصطناعي〉 نُشرت هذه المقالة أولاً على BlockTempo《動區動趨-أكثر وسائل إعلام البلوكشين تأثيرًا》.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت