إنفاق ضخم بقيمة 429 مليون دولار! شركة BitMine التابعة لتوم لي تراهن على "الدورة الفائقة للتشفير" لإيثريوم

أكبر شركة خزائن إيثيريوم في العالم، BitMine Immersion Technologies، عادت للتحرك مرة أخرى، حيث اشترت الأسبوع الماضي 138,452 عملة ETH بقيمة تقارب 429 مليون دولار أمريكي. وبذلك ارتفع حجم حيازتها الإجمالية من الإيثيريوم إلى رقم مذهل يبلغ 3.864 مليون عملة، تقدر قيمتها بحوالي 12 مليار دولار، لتتربع بذلك على عرش أكبر حامل لإيثيريوم في العالم. ويرى رئيس الشركة والمحلل الشهير Tom Lee أن هذه الزيادة في الحيازة تأتي استباقًا لوصول “الدورة الفائقة للعملات المشفرة” للإيثيريوم، مدفوعة بعدة عوامل إيجابية مثل ترقية Fusaka، وتحول سياسة الاحتياطي الفيدرالي، واتجاه وول ستريت نحو تحويل الأصول إلى رموز رقمية. ورغم أن الإيثيريوم ارتد بنسبة تقارب 11% خلال أسبوع، إلا أن منصات التوقعات تشير إلى أن المستثمرين لا يزالون متحفظين بشأن إمكانية اختراق مستوى 4000 دولار.

صفقة 429 مليون دولار ضخمة: إمبراطورية BitMine للإيثيريوم تتوسع من جديد

دائمًا ما يصوت السوق بالأموال الحقيقية، وهذه المرة بمبلغ ضخم يصل إلى 429 مليون دولار. في 9 ديسمبر، أعلنت BitMine Immersion Technologies، أكبر جهة حيازة لإيثيريوم، عن شراء 138,452 عملة ETH الأسبوع الماضي. وبسعر السوق الحالي البالغ حوالي 3114 دولارًا للعملة، فإن قيمة هذه الصفقة تبلغ نحو 429 مليون دولار، وهي أكبر عملية شراء إيثيريوم للشركة خلال الشهرين الماضيين. هذا التوسع الكبير ليس نتيجة اندفاع مؤقت، بل جزء من إستراتيجيتها طويلة الأمد.

بعد إتمام هذه الصفقة، زاد حجم خزينة BitMine من العملات المشفرة بشكل هائل. تشمل أصولها الأساسية 3.864 مليون عملة ETH (بقيمة تقدر بنحو 12 مليار دولار)، و193 بيتكوين (بقيمة حوالي 17.3 مليون دولار)، إضافة إلى احتياطي نقدي بقيمة مليار دولار. ويعكس هذا التنوع في الأصول ثقة الشركة الكبيرة في الإيثيريوم، واعتباره أداة أساسية للتحوط من مخاطر النظام المالي التقليدي واغتنام فرص نمو سوق العملات المشفرة. وبعد إعلان الصفقة، ارتفع سهم BitMine بنسبة 2.5% تقريبًا، ما يعكس ثقة الأسواق المالية في استراتيجيتها.

وبالتزامن مع تحركات BitMine الجريئة، أعلنت Strategy، أكبر شركة خزائن بيتكوين في العالم، عن أكبر عملية شراء أسبوعية لها منذ أشهر، حيث زادت حيازتها من البيتكوين بما يقارب مليار دولار. وتكشف التحركات المتزامنة لأكبر مؤسستين ماليتين في مجال العملات الرقمية أن المستثمرين المؤسسيين يعتقدون أن تصحيح السوق الحالي يقترب من نهايته، وأن نافذة توزيع جديدة تفتح الآن.

لماذا هذا الرهان الضخم الآن؟ Tom Lee يعدد ثلاثة أسباب رئيسية للتفاؤل

بعد ارتفاع الإيثيريوم بنسبة تقارب 11% خلال أسبوع، أقدم BitMine على شراء كمية ضخمة إضافية، وقدم رئيسها Tom Lee أسبابه. ويشتهر Lee بتفاؤله طويل الأمد تجاه العملات المشفرة، ويرى أن الوقت الحالي مثالي لبناء مراكز في الإيثيريوم، معتمدًا على ثلاثة محفزات رئيسية. الأول هو التحسين الجذري على المستوى التقني، والمتمثل في ترقية Fusaka الأخيرة. وتهدف هذه الترقية إلى تعزيز قدرة شبكة الإيثيريوم على التوسع والأمان، مما يمهد الطريق أمام تطبيقات لامركزية أكبر وأصول مؤسسية.

ثانيًا، يعتبر التحول في سياسة السيولة النقدية عاملاً حاسمًا. أشار Tom Lee إلى توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي ونهاية سياسة التشديد الكمي. وتجارب الأسواق السابقة تؤكد أن توقعات السيولة المرتفعة غالبًا ما تفيد الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة، وتقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بأصول لا تدر عائدًا. وأخيرًا، فإن معنويات السوق تتعافى بعد تقلبات شهر أكتوبر العنيفة، حيث سجل البيتكوين أعلى مستوياته التاريخية عند أكثر من 126 ألف دولار ثم دخل في مرحلة تصحيح طويلة، بينما يمكن أن يشير انتعاش الإيثيريوم الحالي إلى عودة الثقة إلى السوق.

كتب Lee في بيان: “بالنظر إلى الإمكانات الهائلة لنمو تبني العملات المشفرة، والتحول الوشيك في وول ستريت نحو تحويل كل شيء إلى رموز على البلوكشين، فإن أفضل سنوات صناعة التشفير لا تزال أمامنا”. وتكشف هذه العبارة عن إيمانه الجذري بأن الموجة القادمة في سوق العملات الرقمية ستقودها عملية نقل الأصول الواقعية إلى البلوكشين (RWA) وتبني المؤسسات المالية التقليدية بشكل كامل، وأن الإيثيريوم سيكون البنية التحتية الأساسية لهذا التحول.

بيانات رئيسية حول أحدث حيازات BitMine وتطورات السوق

• أحدث عملية شراء: 138,452 ETH بقيمة تقارب 429 مليون دولار (بسعر السوق الحالي).
• إجمالي حيازة ETH: 3,864,000 عملة بقيمة إجمالية نحو 12 مليار دولار.
• أصول أخرى: 193 BTC (بقيمة حوالي 17.3 مليون دولار)، واحتياطي نقدي بقيمة مليار دولار.
• ترتيب السوق: أكبر شركة خزائن إيثيريوم في العالم؛ ثاني أكبر خزينة أصول مشفرة عالميًا (بعد Strategy التي تحتفظ بما يقارب 60 مليار دولار من البيتكوين).
• أداء الإيثيريوم مؤخرًا: ارتفع بنسبة تقارب 11% خلال الأسبوع الأخير، السعر الحالي حوالي 3114 دولارًا؛ وارتفع أكثر من 3% خلال 24 ساعة الماضية.
• مؤشر معنويات السوق (سوق توقعات Myriad): احتمال وصول الإيثيريوم إلى 4000 دولار في المحطة القادمة يبلغ 46%، وهو أقل من احتمال وصوله إلى 2500 دولار.

الرهان على “الدورة الفائقة للعملات المشفرة”: السرد الكبير وخطة البنية التحتية لـ BitMine

يصف Tom Lee الاستراتيجية الحالية بأنها استعداد لـ"دورة فائقة للعملات المشفرة". ويعتقد أن عام 2026 سيكون عامًا محوريًا لهذه الدورة، بدافع من استمرار نمو تبني العملات الرقمية، وتبني وول ستريت واسع النطاق لتحويل الأصول إلى رموز رقمية من المفهوم إلى التطبيق العملي الكبير. وهذا لا يتعلق فقط بالمضاربة على الأسعار، بل باستثمار استشرافي في البنية التحتية الصناعية والقيمة العملية المتفجرة.

ولضمان موقع متقدم في هذه الدورة المتوقعة، لا تكتفي BitMine بتكديس الأصول بشكل سلبي. بل تقوم الشركة حاليًا بتطوير مشروع يحمل اسم “شبكة المصادقين المصنعة في أمريكا” (MAVAN). وتوصف MAVAN بأنها حل بنية تحتية متطور لعمليات الستيكينغ، ومن المخطط إطلاقها بداية 2026. ويعكس ذلك تحول BitMine من مجرد مالك أصول إلى مشارك أساسي ومزود خدمات في شبكة الإيثيريوم. حيث يمكن للشركة من خلال تشغيل عقد المصادقة تحقيق عوائد إضافية من الستيكينغ، والمشاركة في حوكمة الشبكة، وضمان أمان أصول الإيثيريوم الضخمة لديها ضمن إطار تنظيمي أمريكي تسيطر عليه جزئيًا.

هذه الاستراتيجية ذات المحورين “الحيازة + البنية التحتية” تمنح BitMine ميزة تنافسية قوية مقارنة بالشركات الاستثمارية البحتة. فهي لا تراهن فقط على صعود سعر الإيثيريوم، بل تراهن أيضًا على نجاح النظام البيئي بأكمله، وتندمج معه لتشارك في عوائد نمو الشبكة المتعددة.

انقسام السوق: المؤسسات تشتري بجنون، والأفراد لا يزالون يراقبون بحذر؟

رغم التفاؤل الواضح لدى المؤسسات مثل BitMine، إلا أن الطرف الآخر من السوق—المستثمرون الأفراد والمتداولون—يبدون حذرًا أكبر وأكثر تعقيدًا. ففي سوق التوقعات Myriad الذي تديره شركة Decrypt الأم، لم يتشكل إجماع صريح على ارتفاع سعر الإيثيريوم على المدى القريب. وتشير البيانات الحالية إلى أن السوق يقدر احتمال وصول ETH إلى 4000 دولار في المحطة التالية بنسبة 46% فقط، وهو أقل بقليل من احتمال انخفاضه إلى 2500 دولار.

وهذا الانقسام مثير للاهتمام، وقد يكشف عن المرحلة التي يمر بها السوق حاليًا. عادة ما تكون مشتريات المؤسسات الضخمة مدفوعة بمنطق طويل الأمد قائم على أساسيات السوق، ولديها قدرة أعلى على تحمل تقلبات الأسعار قصيرة الأجل. أما الأفراد والمتداولون النشطون فيركزون أكثر على المؤشرات الفنية، وأسعار الفائدة على العقود، ومعنويات السوق على المدى القصير. ورغم ارتداد سعر الإيثيريوم، إلا أنه لا يزال أدنى من متوسطاته المتحركة الرئيسية، مما يدفع المتداولين الفنيين للمزيد من الحذر.

ويشكل هذا الاختلاف في التوقعات بين المؤسسات والأفراد مصدرًا محتملاً لتقلبات السوق في المستقبل. فإذا تمكن الإيثيريوم من اختراق مقاوماته الفنية الرئيسية (مثل متوسط 50 يومًا)، فقد يؤدي ذلك إلى تغطية صفقات البيع ودخول الأفراد المترددين، مما يعجل من صعود السعر. أما إذا تراجع السعر، فإن استمرار المؤسسات في الشراء قد يوفر دعمًا قويًا من الأسفل. وستكون هذه المواجهة بين قوى الشراء والبيع أبرز ما ستشهده السوق في الأسابيع المقبلة.