ما هو FUD؟ تأثير FUD على سوق العملات المشفرة

FUD، هذا الاختصار الذي صادفناه جميعًا في مغامراتنا في عالم العملات المشفرة. الخوف، والشك، وعدم اليقين - ثلاث مشاعر يمكن أن تدمر قدرتنا على اتخاذ القرار كمستثمرين، والتي، بصراحة، كلفتني أكثر مما أود الاعتراف به.

تشريح الـFUD

عندما يقوم شخص ما بنشر معلومات سلبية أو مبالغ فيها أو خاطئة بشكل مباشر حول مشروع أو أصل رقمي، نحن أمام حالة كلاسيكية من FUD. الهدف بسيط: تخويف المستثمرين لإحداث مبيعات جماعية وانهيارات في الأسعار. لقد رأيت كيف أن المشاريع الواعدة انهارت في غضون ساعات بسبب شائعة بسيطة لا أساس لها.

النقيض لـ FUD هو FOMO (خوف من فقدان شيء)، وهي فخ نفسي آخر يدفعنا لشراء بشكل متهور عندما نرى أن الجميع يبدو أنهم يحققون أرباحًا باستثناءنا.

نفسية الضحايا

المعرضون للخطر أكثر هم المبتدئون، أولئك الذين يدخلون السوق بدون خبرة أو معرفة قوية. نتسم بـ:

• الدخول في حالة من الذعر عند أي خبر سلبي دون التحقق من صحته
• مراجعة مواقعنا بشكل مهووس كل خمس دقائق
• الاستثمار بدون استراتيجية أو تخطيط
• اتخاذ قرارات بناءً على شائعات من تيليجرام أو تويتر
• عدم وجود مهارات التحليل الفني أو الأساسي

أتذكر عندما اشتريت عملة بديلة معينة وبعد أيام ظهرت إشاعة مزعومة بأنها ستُحذف من البورصات الرئيسية. شعرت بالذعر وبعت بخسائر كبيرة. تبين أن المعلومات كانت خاطئة، وعادت العملة للانتعاش بعد أيام. درس تعلمته بأكثر الطرق إيلامًا.

صناع الخوف

من ينشرون الـ FUD؟ بشكل أساسي المؤثرون والمنظمات التي لديها مصالح خاصة. لقد حولت وسائل التواصل الاجتماعي انتشار الشائعات إلى شيء فوري ومدمر.

عادةً ما يكون لدى منشئي FUD أهداف واضحة: خفض الأسعار لجمع الرموز الرخيصة أو ببساطة تدمير المشاريع بسبب المنافسة أو الانتقام الشخصي. لقد رأيت مجتمعات كاملة تُدمر بسبب حملات تضليل منظمة.

الضرر الجانبي

بالنسبة للمشاريع، يمكن أن يكون الـ FUD مميتًا. يمكن أن تنهار الشركات الصغيرة تمامًا إذا لم تتمكن من مقاومة السرد السلبي. بالنسبة لنا كالمستثمرين، فإن الضرر مضاعف: نفقد المال، والأسوأ من ذلك، نفقد الثقة في حكمنا.

بعد عدة تجارب صادمة مع FUD، تخلى الكثير منا عن السوق، مقتنعين أن كل شيء احتيال. هذا يعيق التبني الجماهيري الذي يحتاجه هذا القطاع للنضوج.

كيفية البقاء على قيد الحياة من FUD

على الرغم من أننا لن نكون محصنين أبدًا، يمكننا تطوير الدفاعات:

• تعليم نفسي باستمرار وإجراء تحليلات أساسية قبل الاستثمار
• تحديد نقاط دخول وخروج واضحة ونقاط وقف الخسارة
• تقييم علاقة المخاطر بالعوائد في كل عملية
• الحفاظ على الاتساق الاستراتيجي مع مراقبة مشاعر السوق
• تحقق من المعلومات من المصادر الرسمية قبل التفاعل
• تجنب القرارات الاندفاعية المستندة إلى أحداث معزولة

حالات بارزة من FUD

الصين مقابل بيتكوين: عقد من العداء

منذ عام 2013، فرضت الصين حظرًا متكررًا على البيتكوين، مما أدى إلى تراجع السوق في كل مناسبة. حظر البنوك، إغلاق البورصات، فرض قيود على ICOs والتعدين… كل إعلان أدى إلى حالة من الذعر المؤقت، على الرغم من أن البيتكوين دائمًا ما يتعافى.

الحرب التنظيمية ضد البورصات

في يونيو 2023، اتهم منظم رئيسي أكبر بورصة في العالم بانتهاك قوانين الأوراق المالية. وبدأ السوق في التراجع على الفور، حيث انخفضت بيتكوين بنسبة 5% وشهدت المنصة سحوبات ضخمة. ومع ذلك، تمكنت البورصة من التوصل إلى اتفاقات لمواصلة العمل.

ذعر العملات المستقرة

في يونيو 2023، فقدت أكبر عملة مستقرة في السوق بشكل مؤقت ربطها بالدولار، حيث انخفضت إلى 0.9972 $. أثارت شائعات الإفلاس الذعر، مع هروب المستثمرين للبيع. كل ذلك بدأ من معلومات قديمة نشرتها وسيلة إعلامية متخصصة. بعد ساعات، تم استعادة الربط، لكن الضرر النفسي كان قد حدث بالفعل.

في المرة القادمة التي ترى فيها FUD في السوق، خذ نفسًا عميقًا وتذكر: التحقق قبل التفاعل يمكن أن ينقذ استثمارك.