ثلاثة أحداث اقتصادية أمريكية. بيتكوين يهتز بعنف من جديد​

هذا الأسبوع وصل السوق إلى نقطة حرجة. بيتكوين يختبر مراراً منطقة 93,000 دولار، والمضاربون من الطرفين يبدون وكأنهم يرقصون على حد السكين. أما أنا فتركيزي ليس على الرسوم البيانية، بل على ثلاث قضايا داخلية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على وشك الحدوث، بإمكانها أن تفتح بوابة السيولة مباشرة. وجهة نظري واضحة: ما إذا كان ديسمبر هو بداية سوق صاعدة جديدة، يتوقف على بيانات الأيام القليلة المقبلة.​
1. اجتماع الفيدرالي السنوي لتحديد سعر الفائدة (بتوقيت السعودية 11 ديسمبر 03:00)​$SOL ‌
الكلمة المفتاحية: ليست "خفض الفائدة أم لا"، بل "ما الدور الذي سيلعبه باول"
توقعات السوق لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر ارتفعت إلى نحو 90%، أي أصبحت شبه مؤكدة. لكن لا تنسوا، الفيدرالي بارع جداً في "خفض فائدة بصيغة متشددة" - يخفض الفائدة وفي نفس الوقت يرسل رسائل سلبية لضبط مزاج السوق. تقديري الشخصي أن العاصفة الحقيقية هذا الأسبوع تكمن في نقطتين:
توقعات النقاط: إذا لمح الفيدرالي إلى إبطاء وتيرة خفض الفائدة في 2026 (مثلاً، 3 مرات فقط بدلاً من 4 كما يتوقع السوق)، قد يرتد الدولار ويعاود بيتكوين اختبار دعم 86,000 دولار؛
تصريحات باول: إذا شدد على أن "التضخم لم يُحل بالكامل"، فستسود حالة من الذعر على المدى القصير. أما إذا أشار إلى مخاطر تراجع الاقتصاد، فقد يستغل بيتكوين الفرصة للارتفاع بقوة.
استراتيجيتي: تقليل المراكز ذات الرافعة المالية قبل القرار، وترك مساحة للمناورة. إذا استقر بيتكوين فوق 95,000 دولار بعد ساعة من القرار، أفكر بالشراء، وإذا كسر 88,000 دولار للأسفل، أبحث عن فرصة بيع عند الارتداد.
2. بيانات PCE التضخمية لشهر سبتمبر (تصدر تقريباً في 10 ديسمبر)​
الكلمة المفتاحية: "مقياس التضخم المفضل للفيدرالي"، هو ما يمنحه الثقة في قراراته​$BTC ‌
معدل التضخم الأساسي السنوي PCE لشهر سبتمبر ارتفع 2.8%، وهي بيانات قديمة لكنها تأخرت بسبب إغلاق الحكومة، فأصبحت مرجعاً مؤقتاً لقرار الفيدرالي. أرى أن السوق سيراقب أمرين:
الاتجاه الشهري: إذا تجاوز معدل الارتفاع الشهري 0.3%، قد تتراجع توقعات خفض الفائدة ويضطر بيتكوين للتخلي عن مكاسبه الأخيرة؛
إشارات ضعف الإنفاق الاستهلاكي: إذا بقي الإنفاق الاستهلاكي الفردي لشهر سبتمبر ثابتاً، فهذا يثبت الضعف ويزيد احتمالية خفض الفائدة وتحفيز الأصول الخطرة.
نقطة الحذر: إذا جاءت البيانات مخالفة للتوقعات، قد تزداد التقلبات. خاصة أن عقود بيتكوين الدائمة غير المغلقة لا تزال عند 787 مليار دولار، وفي ظل بيئة عالية الرافعة المالية، قد تؤدي التحركات الحادة إلى تصفيات متسلسلة.
3. بيانات الوظائف الشاغرة JOLTS (9 ديسمبر 22:00)​
الكلمة المفتاحية: "الشرخ الخفي" في سوق العمل الأمريكي، وهو نقطة ضعف الفيدرالي
بيانات JOLTS لشهر يونيو أظهرت بالفعل أن معدل التوظيف وصل لأدنى مستوى منذ 8 أشهر، وهذا الأسبوع ستصدر بيانات سبتمبر (وربما أكتوبر) المؤجلة. أركز على هذا المؤشر لأنه يعكس نقطة ضعف الاقتصاد مباشرة:
إذا بقيت الوظائف الشاغرة أقل من 7.5 مليون، فهذا يعني تراجع طلب الشركات على العمالة، ويعطي الفيدرالي سبباً أقوى لخفض الفائدة؛
أما إذا لم ترتفع البطالة بشكل واضح (مثلاً بقيت دون 4.4%)، قد يستمر الفيدرالي في التردد.
ملاحظتي: في الفترة الأخيرة، كرر مسؤولو الفيدرالي من الحمائم (مثل ديلي) التحذير من "خطر تدهور سوق العمل فجأة"، ما يشير إلى أن ضعف بيانات JOLTS سيعزز توقعات التيسير ويدعم ارتداد بيتكوين.$ETH ‌
الخلاصة: موقف التداول الخاص بي هذا الأسبوع​
السيولة هي الملك: الفيدرالي أنهى تقليص الميزانية وضخ 13.5 مليار دولار من السيولة، وهذا بمثابة "ضخ دماء" للسوق، لكن المزاج العام ما زال مقيداً بالبيانات.
احذر "نفاد كل الأخبار الإيجابية": إذا خفض الفيدرالي الفائدة لكنه أطلق رسائل متشددة، قد يكرر بيتكوين سيناريو الانهيار المفاجئ في 1 ديسمبر (انخفاض يومي بأكثر من 4.7%).
لا تشاؤم طويل الأمد: رغم ضغط الحيتان وتقليص تدفقات صناديق ETF، إلا أن هذا يطهر السوق من الأموال الضعيفة. وبمجرد تأكيد تحول الفيدرالي، سيرتد بيتكوين بقوة بفضل سلوكه عالي المخاطرة.
أخيراً، نصيحة صادقة: لا تراهن على البيانات، ولا تعاند السوق. السوق لا يغلق أبوابه، لكن الرافعة المالية قد تخرجك منها. تابع حساب آكو ليصلك كل جديد من المعلومات وأهم نقاط العملات الرقمية، لتكون دليلك في السوق، فالتعلم هو ثروتك الحقيقية.