هذا الانهيار المفاجئ تسبب في تصفية مراكز بقيمة 10 مليارات دولار. تظن أنه مجرد انهيار تقني؟ اصحى، الشرارة الحقيقية مخفية داخل غرف اجتماعات مصرفين مركزيين.

خلنا نبدأ من الشرق. محافظ بنك اليابان هالمرة ما لف ولا دار، قالها صريحة: "نفكر بجدية في رفع الفائدة". السوق مباشرة راهن إن القرار ممكن يجي في ديسمبر بنسبة فوق الـ90%. ما حسيت بقيمتها؟ أعطيك إياها ببساطة: مصدر التمويل الأرخص في العالم آخر 10 سنوات على وشك يصير أغلى. اللي كانوا يستلفون ين ياباني ويراهنون على الأسهم الأمريكية أو يدخلون بكل قوتهم في بيتكوين، الحين لازم يردون الفلوس. أول ما تنسحب السيولة، تتوقع مين بيتضرر أول؟

نروح للغرب. فيه احتمال أن الفيدرالي الأمريكي يغير رئيسه، والمرشح الجديد أول ما يجي ناوي يخفض الفائدة بشكل كبير. والأغرب من كذا، داخل الفيدرالي يجهزون لقناة "حصرية من البنك المركزي" لمصدري العملات المستقرة. شوف التناقض: اليابان تسحب السيولة، وأمريكا تستعد تفتحها على الآخر، هالحركة خلت السوق في حالة صدمة.

وش نسوي؟

أولاً، جهز نفسك لرحلة أفعوانية. سياسات البنكين المركزيين تتعارك، والتقلبات العنيفة بتصير الوضع الطبيعي الجديد على المدى القريب، لا تتوقع هدوء.

ثانياً، ركز على "اللاعبين المرخصين". مين بيقدر يحصل على رخصة الدفع من الفيدرالي؟ نظام العملات المستقرة المتوافقة ممكن يحقق أرباح ضخمة بهدوء، وهذه نظرة على المدى الطويل.

ثالثاً، لا تستهين بحركات عملات الميم. حتى التجار اليابانيين صاروا يقبلون دوج كوين لشراء العقارات، ولو موجة "التطبيق الفعلي" هذه اشتغلت، ممكن نشوف جولة جنونية جديدة لعملات الكلاب.

بكل وضوح، اللي يصير الآن مو مجرد تبديل بين صعود وهبوط، بل انهيار القواعد القديمة وفترة فراغ قبل ما يتأسس النظام الجديد. بتختار تنعزل وتخاف في الزاوية، أو تكتشف قواعد اللعبة الجديدة وتخطف أول تذكرة دخول؟ السوق ما ينتظر أحد.