اختار باول الليلة الصمت التام. لا تحدث عن الاقتصاد ولا عن أسعار الفائدة، لم يقل أي شيء.

لكن هذا الصمت يزيد القلق بدل أن يطمئن. لأن اجتماع الفيدرالي الأمريكي الأسبوع القادم قد يحمل مفاجأة غير متوقعة.

المتداولون قد صوتوا بالفعل بأموالهم الحقيقية—احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل تقترب من 90%. الرقم واضح جداً، لكن ما يثير توتر السوق ليس الخفض نفسه، بل تلك "خريطة النقاط". توقعات الفيدرالي لمسار أسعار الفائدة حتى عام 2026 مخفية في تلك الخريطة.

لماذا السوق قلق إلى هذا الحد؟

أولاً، كلما زاد الصمت، كلما دل على وجود أمر ما. هذا التجنب الشديد غالباً يعني أن صناع القرار لا زالوا في نقاش حاد أو أن النتيجة قد تكون خارجة عن التوقعات المعتادة.

ثانياً، احذر من فخ "خفض الفائدة المتشدد". قد يتم الخفض، لكن إذا أوحت خريطة النقاط بتباطؤ أو حتى توقف مستقبلي؟ قد تنقلب السوق في لحظة. أكثر ما يخشاه السوق هو مثل هذه الحركات "منحك الحلوى ثم أخذها سريعاً".

ثالثاً، نقطة التحول في السيولة أصبحت قريبة فعلاً. الفيدرالي توقف للتو عن تقليص الميزانية العمومية، وأسواق السيولة العالمية تشهد تغيرات دقيقة.

بالنسبة لسوق الكريبتو، هذه لحظة حاسمة. توقعات خفض الفائدة ترفع شهية المخاطرة، وعادةً ما تستفيد العملات الرئيسية مثل بيتكوين وإيثيريوم. لكن أي إشارة متشددة غير متوقعة قد تسبب تقلبات عنيفة.

الأموال الذكية بدأت بالفعل في ترتيب أوضاعها مبكراً. يبقى أن نرى الأسبوع القادم من الذي سيخمن نوايا الفيدرالي الحقيقية بشكل صحيح.