ليلة اليوم، اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، وما يُثير الاهتمام يتجاوز مجرد مسألة «خفض أو عدم خفض الفائدة».

تقارير المؤسسات المختلفة تتشارك في إرسال نفس الإشارة: الاحتياطي الفيدرالي ليس غير قادر على خفض الفائدة، بل تم رفع العتبة بشكل كبير. التوقعات المثالية للسوق بأن «كل اجتماع يخفض 25 نقطة أساس» قد تتلقى درساً قاسياً من الواقع.

لنبدأ بأهم نقطة يجب الانتباه إليها — الاختلاف في التصويت.

من المحتمل جداً أن تظهر خلال اجتماع FOMC تصويتات غير موحدة. ماذا يعني ذلك؟ إن حُكم الأعضاء على التضخم والظروف الاقتصادية قد أصبح منقسماً بشكل واضح. كلما زاد الاختلاف، زادت صعوبة على جيروم باول أن يمنح توجيهاً واضحاً للحمائم خلال المؤتمر الصحفي. فهو يضطر إلى مراعاة مواقف الفصائل المختلفة، والنتيجة غالباً ستكون بمثابة تردد.

توقعات بنك باركليز أكثر مباشرة: من المحتمل أن تتضمن بيانه السياسي عبارات تتسم بالموقف المتشدد، مما يوحي أن اجتماع يناير القادم قد يتخذ قراراً بالتوقف عن الخفض بشكل مباشر. إذا حدث ذلك، فستكون مسيرة «خفض الفائدة المستمر» قد انتهت تقريباً. وسيتم تقليص نطاق تسعير السوق للتيسير المستقبلي بسرعة.

تفسير جيه بي مورجان أيضاً مثير للاهتمام. فهم يتوقعون أن يتحول بيان اللجنة نحو «التركيز على حجم وتوقيت التعديلات». هذه العبارة تبدو محايدة، لكنها في الواقع تعبر بشكل غير مباشر عن أن «عدم الخفض أو الخفض هو أمر غير مهم، الأهم هو متى وأساس الخفض». وبالترجمة: «لا تتوقع أن نقدم لك خارطة طريق واضحة لخفض الفائدة».

تباطؤ السرعة وعدم وضوح المسار، سيُفهم حتماً على أنه انخفاض في احتمالية الخفض. وتقلبات السوق قصيرة المدى ستكون شبه حتمية.

وفي النهاية، لننظر إلى الإشارات التي قد يصدرها باول بنفسه.

المحللون يتوقعون بشكل عام أن يتبع استراتيجية «لسانه غير متشدد، لكن تأثيره يميل نحو التشدد». من جهة، يتجنب إثارة الذعر المباشر في السوق، ومن جهة أخرى يركز على أن عتبة خفض الفائدة لا تزال مرتفعة — خاصة قبل عام 2026. قد يقول بشكل محدد: «سنقوم بالتعديلات بناءً على البيانات بشكل مرن، لكن التضخم لا يزال لم يتراجع تماماً، وسوق العمل ما زال قوياً جداً…»

باختصار، لا يتوقع أن يلتزم بشكل واضح بتمديد أو استمرار خفض الفائدة، ويعطي إشارة إلى احتمال التوقف مؤقتاً، لكنه لا يصرح برفع جديد.

ملخص الخطوط العريضة لليلة اليوم: الإشارات الحمائمية التي يتوقعها السوق على الأرجح لن تظهر. انقسام داخل اللجنة، وتصريحات أكثر تشدداً، ورفع باول للعتبة، ثلاثة ضغوط متراكمة، كلها تشير بشكل واضح إلى تباطؤ محتمل في وتيرة خفض الفائدة المستقبلية.

استعدوا، الليلة قد تكون مليئة بالتقلبات الشديدة.