في سبتمبر، استمر العجز التجاري الأمريكي في التضاؤل، حيث انخفض على أساس شهري إلى 52.8 مليار دولار. كانت البيانات المعدلة للشهر الماضي 59.3 مليار دولار، فماذا يدل هذا الانخفاض؟ على مدى السنوات القليلة الماضية، لم نشهد مثل هذه المستويات، ولم تظهر تقريبًا منذ عام 2020.
من ناحية الصادرات، يبدو أنها في ارتفاع، حيث زادت بنسبة 3% على أساس شهري في سبتمبر، مع إضافة 8.4 مليار دولار من الصادرات الجديدة. لكن هناك تفصيل مهم — حوالي 70% من الزيادة جاءت من صادرات «الذهب غير النقدي». تدفق الذهب عبر الحدود يُدرج بالفعل في إحصاءات التجارة، والمشكلة أن ذلك يعكس إعادة توزيع الأصول بين الدول، وليس بالضرورة زيادة القدرة الإنتاجية للصناعة الحقيقية. عند استبعاد الذهب، نرى أن النمو الحقيقي للصادرات الأمريكية كان معتدلاً جدًا.
أما بالنسبة للواردات، فهي تظهر صورة أوضح، حيث زادت بنسبة 0.6% فقط، وهو وضع ثابت تقريبًا. لماذا يحدث ذلك؟ الجواب يكمن في تصحيح «تأثير الشراء المسبق». في بداية العام، حاولت الشركات تجنب التغييرات المتوقعة في السياسات التجارية (مثل فرض رسوم جمركية جديدة)، فبدأت في الطلب المبكر وتكديس المخزون. بحلول سبتمبر، انتهى زخم هذه الموجة من التخزين، وبدأت الشركات في استهلاك المخزون، مما أدى إلى توقف عن الطلبات الجديدة بشكل كبير.
البيانات الخاصة بشهر سبتمبر تحمل طابعًا خاصًا، ويجب مراقبة الاتجاهات على مدى عدة أشهر لتأكيد الاتجاه العام. ومع ذلك، إذا تمكن العجز التجاري الأمريكي من الاستمرار في التضاؤل، فسيعيد تشكيل نمط التجارة العالمي — هذا التغيير الهيكلي قد يكون أعمق من الصدمات الناتجة عن التغيرات المتكررة في الرسوم الجمركية والتقلبات في التوازن التجاري خلال العام الماضي.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
في سبتمبر، استمر العجز التجاري الأمريكي في التضاؤل، حيث انخفض على أساس شهري إلى 52.8 مليار دولار. كانت البيانات المعدلة للشهر الماضي 59.3 مليار دولار، فماذا يدل هذا الانخفاض؟ على مدى السنوات القليلة الماضية، لم نشهد مثل هذه المستويات، ولم تظهر تقريبًا منذ عام 2020.
من ناحية الصادرات، يبدو أنها في ارتفاع، حيث زادت بنسبة 3% على أساس شهري في سبتمبر، مع إضافة 8.4 مليار دولار من الصادرات الجديدة. لكن هناك تفصيل مهم — حوالي 70% من الزيادة جاءت من صادرات «الذهب غير النقدي». تدفق الذهب عبر الحدود يُدرج بالفعل في إحصاءات التجارة، والمشكلة أن ذلك يعكس إعادة توزيع الأصول بين الدول، وليس بالضرورة زيادة القدرة الإنتاجية للصناعة الحقيقية. عند استبعاد الذهب، نرى أن النمو الحقيقي للصادرات الأمريكية كان معتدلاً جدًا.
أما بالنسبة للواردات، فهي تظهر صورة أوضح، حيث زادت بنسبة 0.6% فقط، وهو وضع ثابت تقريبًا. لماذا يحدث ذلك؟ الجواب يكمن في تصحيح «تأثير الشراء المسبق». في بداية العام، حاولت الشركات تجنب التغييرات المتوقعة في السياسات التجارية (مثل فرض رسوم جمركية جديدة)، فبدأت في الطلب المبكر وتكديس المخزون. بحلول سبتمبر، انتهى زخم هذه الموجة من التخزين، وبدأت الشركات في استهلاك المخزون، مما أدى إلى توقف عن الطلبات الجديدة بشكل كبير.
البيانات الخاصة بشهر سبتمبر تحمل طابعًا خاصًا، ويجب مراقبة الاتجاهات على مدى عدة أشهر لتأكيد الاتجاه العام. ومع ذلك، إذا تمكن العجز التجاري الأمريكي من الاستمرار في التضاؤل، فسيعيد تشكيل نمط التجارة العالمي — هذا التغيير الهيكلي قد يكون أعمق من الصدمات الناتجة عن التغيرات المتكررة في الرسوم الجمركية والتقلبات في التوازن التجاري خلال العام الماضي.