هناك مقولة قديمة تقول "في أوقات الفوضى اشترِ الذهب، وفي سوق الهوس تابع Crypto" — هذه المقولة لا غبار عليها. لكن في الآونة الأخيرة، أطلق أحد أكبر مؤسسات المعادن الثمينة شعار "الذهب سيصل إلى 4488 دولار للأونصة بحلول 2026"، ويبدو أنه يتحدث عن تفاؤله بالذهب، لكنه في الواقع يرسل إشارة إلى سوق الأصول ذات المخاطر بشكل عام.

لنوضح المنطق أولاً. لماذا نجرؤ على القول أن الذهب سيحقق أعلى مستوى له خلال عامين؟ الرهان الأساسي يتوقف على نقطتين: بدء دورة خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة، بالإضافة إلى استمرار بعض المشكلات العالمية غير المستقرة. حالياً، يُبطئ الاحتياطي الفيدرالي وتيرة خفض الفائدة، لكن بحلول 2026، من المرجح أن يصبح خفض الفائدة عادة معتادة. والذهب، كأكثر الأصول ملاذاً آمناً، من الطبيعي أن يستفيد من هذه الاتجاهات.

أما في سوق العملات الرقمية، فماذا يعني هذا؟ عند مقارنة التاريخ، يتضح الأمر بشكل أكبر — في عام 2020، عندما أطلقت الفيدرالي الأمريكي حزمة التحفيز، قفز الذهب من 1500 إلى 2000 دولار، وارتفع ETH من 100 إلى 4000 خلال نفس الفترة. وعلى العكس، في 2022، بدأ الفيدرالي برفع الفائدة، وانخفض الذهب إلى حوالي 1600، وهابط ETH إلى 800. ببساطة، الذهب والأصول المشفرة يتشاركان نفس السفينة من حيث السيولة، وتوقعات سوق الذهب الصاعدة تُعد بمثابة أساس لموجة النمو طويلة الأمد في سوق العملات الرقمية.

لكن هناك حقيقة يجب أن نضعها في الاعتبار لصد الصدمة. على المدى القصير، العلاقة بينهما تشبه علاقة المقايضة — قبل أيام، عندما أرسل الفيدرالي إشارة تشدد، ارتفع الذهب بنسبة 1.2%، بينما انخفض ETH بنسبة 3% — وهذا يعكس انتقال الأموال إلى ملاذات آمنة قصيرة الأمد. لكن بمجرد أن يبدأ الفيدرالي فعلياً في خفض الفائدة، ستنطلق كل من الذهب وETH معاً، كما حدث في موجة 2021، حين بلغ الذهب 2000 دولار، وارتفعت الأصول المشفرة إلى مستويات قياسية. المهم هو فهم اتجاه السيولة على المدى الطويل، وعدم الانشغال بالتقلبات قصيرة الأمد.