أولاً، لقد كنت أيضاً بلا شيء من قبل

أتذكر شتاء 2018 بوضوح. كنت في ذلك الوقت ألتف في رواق شقة الإيجار وأتناول الخبز البارد، وكانت جميع بطاقات الائتمان الخمس قد تجاوزت حدها، وكنت مدينًا بأكثر من عشرين ألف يوان، حتى لشراء وعاء من النودلز الساخنة كان يجب أن أفكر في الأمر. كانت مكالمات تحصيل الديون تتوالى، وكان من الممكن أن يتم تحطيم هاتفي في أي لحظة.

في ذلك الوقت، تحدث معي أحدهم عن قصة "تحويل سوق التشفير"، كنت أستطيع أن أتقيأ بقايا الخبز على وجهه - ماذا يمكن أن يفعل هذا الشيء سوى الاحتيال على الناس؟

مرت خمس سنوات في غمضة عين. لم أستخدم أي أسرار عظيمة، بل اعتمدت على طريقة "المتوسطات المتواضعة"، ومن حالة الديون تجاوزت إلى حالة من الأرقام في حسابي لا أستطيع حتى عدها. إذا سألتموني ما هو سري - في الحقيقة ليس هناك سر، بل إن البقاء في سوق العملات المشفرة يعتمد دائمًا على النتائج التي تم الحصول عليها بالجهد المستمر، وليس على "المراهنة الصحيحة في مرة واحدة".

ثانياً، لماذا تخلصت من جميع المؤشرات المعقدة

في أول عامين لي في هذا المجال، كنت مجنونًا أيضًا. كنت ألاحق ما يسمى "الآلهة" وألعب بالرافعة المالية، وأشاهد كل أنواع العملات المزيفة على الشاشة كل يوم، وفي النهاية خسرت كل مدخراتي البالغة 4000 يوان في أسبوع. فقط عندما واجهني الدائنون أسفل مبنى شركتي، أدركت شيئًا واحدًا:

أنا لست هنا لأصبح غنيًا. أنا هنا لسداد الديون، أنا هنا للبقاء على قيد الحياة.

عندما جائتني هذه الفكرة، فهمت كل شيء. حذفت جميع المؤشرات المعقدة، وتركيت على الشاشة شيئاً واحداً فقط - المتوسط المتحرك لمدة 30 يوماً. مثلما يتمسك شخص بعمود كهرباء في يوم عاصف، بغض النظر عن ما يقوله الآخرون "هناك طريق مختصر من هنا"، لم أتركه حقاً.

ثالثاً، منطق اختياري للعملات

الآن معاييري بسيطة لدرجة أنه لا يمكن أن تكون أبسط من ذلك. عند تصفية عملة، أنظر إلى ثلاث نقاط:

يجب أن يكون MACD فوق محور 0 وأن يحدث تقاطع ذهبي؛
يجب أن يستقر السعر فوق المتوسط المتحرك لمدة 30 يومًا لمدة ثلاثة أيام متتالية - يوم واحد أقل لا يعتبر.
يجب أن يترافق حجم التداول، ولا يمكن أن يكون من النوع الصامت.

فقط هذه ثلاثة شروط. لا يوجد ما يسمى بـ "الجانب الفني" الممل، ولا يوجد "بحث أساسي" من الهراء. 90% من الناس في السوق بعد سماع هذا سيشعرون بالملل: "هذا ممل للغاية، أين شعور الربح الكبير؟" والنتيجة؟ معظمهم في النهاية يبكون بسبب مطاردة الأسعار.

٤. المفتاح هو القدرة على التنفيذ والعقلية

هذه المجموعة من الأشياء، بوضوح، يمكن لطالب في المدرسة الإعدادية أن يفهمها من خلال قراءة واحدة. لكن من يستطيع الاستمرار فعلاً؟ لقد لاحظت، من بين عشرة أشخاص، أقل من واحد. لأنه ليس مثيرًا.

لا يوجد شعور بـ "كل شيء أو لا شيء، أو الثراء بين عشية وضحاها". هناك فقط الشعور بـ "الملل" من مشاهدة الرسوم البيانية اليومية، وإعادة تشكيل المحفظة أسبوعياً، والقدرة على الثبات عند حدوث تصحيح، وعدم الطمع عند حدوث انتعاش.

الأصعب ليس تعلم هذه الطريقة، بل هو في أوقات جنون السوق، حينما يحقق الآخرون أرباحاً تتجاوز عشرة أو عشرين ضعفاً، بينما ترتفع محفظتك فقط بنسبة قليلة، هل يمكنك تحمل الضغط النفسي في ذلك الوقت؟ هل يمكنك الاستمرار في الإيمان بالطريقة البسيطة؟ هذه هي الاختبار الحقيقي.

خمسة، بصراحة: لا توجد استراتيجية مثالية

طريقتي ليست بلا عيوب. عندما يأتي السوق الهابط، ستنخفض الأسعار أيضاً، وإذا اخترت عملة خاطئة، ستتكبد خسائر. لكن الفرق هو - عندما تختار بشكل خاطئ بطريقة غبية، فإن خسائر المال تكون تحت السيطرة. أما أولئك الذين يلعبون بالرافعة المالية، ويخاطرون بكل شيء، ويتبعون الاتجاهات، يمكن أن تؤدي خطأ واحد إلى تصفية حساباتهم.

على مدى خمس سنوات، كنت أتعامل مع هذا المنطق "التحكم في المخاطر، والتراكم التدريجي"، خطوة بخطوة من الديون إلى مكاني الحالي. لم تكن هناك قصص مذهلة، ولا لحظات "التحليق في السماء"، بل كان هناك فقط تكرار، تكرار، ثم تكرار.

سوق التشفير يعرض كل يوم مشاهد من أحلام الثراء المنهارة. ولكن إذا استطعت أن تصمد باستخدام طريقة بسيطة وقابلة للتكرار، وتحرك خطوة بخطوة، فعند النظر إلى الوراء بعد خمس أو عشر سنوات، ستفهم أن من يحققون الربح الحقيقي ليسوا أولئك الذين يحاولون "الثراء بين عشية وضحاها"، بل هم أولئك الذين يعيشون أطول، ويخطئون أقل.