تلك الجدران التي تبدو غير قابلة للاختراق، تم فتح ثغرة فيها مؤخرًا.
في 18 ديسمبر، دخل قانون "تعزيز المنافسة في برامج الهواتف الذكية" الصادر عن لجنة التجارة العادلة اليابانية حيز التنفيذ رسميًا، وقامت شركة آبل بتعديل سياسة متجر التطبيقات في اليابان في نفس الليلة. لم تكتفِ الشركة بالسماح للمستخدمين بتثبيت أسواق التطبيقات من الطرف الثالث، بل خفضت أيضًا ما يُعرف بـ "ضريبة آبل" من 30% إلى 10%-21%. وهذا هو السوق الرئيسي الثالث الذي ينجح في تحريك النظام البيئي المغلق لشركة آبل بعد الاتحاد الأوروبي وكوريا.
لكن الشيء المثير للاهتمام هنا هو - نفس الشركة، تلعب بقواعد مختلفة تمامًا في أسواق مختلفة. في اليابان تنازلت، وفي أوروبا تراجعت، لكن في الصين، لا تزال أبل متمسكة بأشد المعايير 30% في العالم، دون تقديم أي تنازلات. الدفع من طرف ثالث والتثبيت الجانبي؟ لا تفكر حتى في الأمر.
**لماذا تكون الجدران بهذا القدر من القيمة؟**
كانت "حديقة الجدران" الخاصة بأبل محصنة بشكل كبير. كانت جميع التطبيقات يجب أن تُوزع من خلال متجر التطبيقات، وكان يجب أن تتم جميع معاملات المحتوى الرقمي عبر أبل باي، وبالتالي كانت أبل تأخذ بسهولة نسبة تتراوح بين 15%-30%. يبدو الأمر سهلاً، لكن هذه النموذج كان يجلب لأبل تدفقاً نقدياً هائلاً كل عام.
عند النظر إلى بيانات السنة المالية 2023، يتضح الأمر: حققت أبل إيرادات خدمات إجمالية بلغت 85.2 مليار دولار، حيث ساهمت المتجر الإلكتروني وحده بحوالي 22 مليار دولار، وهو ما يمثل 34% من إجمالي إيرادات الخدمات. هذه ليست مبلغًا صغيرًا.
**كيف تغيرت السياسة الجديدة في اليابان؟**
عندما دخلت اللوائح الجديدة في اليابان حيز التنفيذ، كانت استجابة آبل سريعة. وفقًا لأحدث التعديلات المعلنة على السياسات، يتم تقسيم السوق الياباني الآن إلى ثلاثة سيناريوهات لجمع العمولات:
— الدفع عبر طرف ثالث داخل التطبيق: عمولة 10%-21% — الدفع الخارجي للتطبيق (الدفع عبر الروابط): عمولة 10%-15% — الدفع عبر متاجر التطبيقات الخارجية: فقط 5%
ماذا يعني هذا؟ أصبح لدى المطورين الآن حق الاختيار الحقيقي. إذا لم يرغبوا في دفع 30%، يمكنهم ببساطة الخروج واستخدام متجر طرف ثالث، فقط بتكلفة 5%. هذه حدث كبير لنظام تطبيقات.
**الهيمنة العالمية"**
لماذا تختلف مواقف آبل بشكل كبير في أماكن مختلفة؟ بصراحة، كلما كانت القوانين أكثر صرامة، كلما تراجعت.
في الاتحاد الأوروبي، لقد وضعت "قانون السوق الرقمية" أبل في الزاوية منذ فترة طويلة - حيث سمحت بالتثبيت الجانبي، وسمحت بالدفع من طرف ثالث، ويجب تقليل العمولة. كوريا الجنوبية ليست أقل شأناً، حيث يمنع "تعديل قانون الاتصالات" استخدام الدفع المحدد داخل التطبيقات بشكل قسري، مما أجبر أبل على التراجع. أما اليابان، فقد استخدمت قانون المنافسة الجديد لتأكيد الأمر بشكل نهائي.
لكن عندما وصلنا إلى الصين، تغيرت الأمور. لا تزال أبل تتمسك بمعيار العمولة العالمي الأعلى بنسبة 30% دون أي علامات على التنازل. الدفع من طرف ثالث؟ لا يوجد. تحميل التطبيقات بشكل جانبي؟ ممنوع تماماً. هذه المعاملة المختلفة، وراءها بلا شك اعتبارات سوقية وتنظيمية معقدة.
**ماذا يعني هذا للبيئة؟**
من وجهة نظر النظام البيئي للعملات المشفرة، فإن هذا التغيير يستحق الانتباه. لقد تسبب العمولة العالية في متاجر التطبيقات دائمًا في ضغط كبير على المنتجات مثل المحافظ، وتطبيقات DeFi، وأدوات التداول. عندما يقوم المستخدم بتثبيت تطبيق، يتم فرض تكلفة عمولة بنسبة 30%، مما يُحمّل على المستخدمين، وفي النهاية، الضحية هو الناس العاديون.
الآن أصبحت القواعد أكثر مرونة، ولدى المطورين المزيد من الخيارات. ربما سنرى المزيد من تطبيقات Web3 تختار التوزيع من خلال قنوات طرف ثالث، وهذا يعتبر شيئًا جيدًا لتنوع التطبيقات وحرية اختيار المستخدم.
ومع ذلك، لا تبالغ في تقدير الأمر. إن التزام شركة آبل بالأرباح معروف. التنازلات التي قدمتها في اليابان كانت مفروضة عليها أساسًا. طالما لا توجد رقابة إلزامية، ستبقى أولوية آبل دائمًا هي حماية نموذجها التجاري. في الأسواق التي لا توجد بها قوانين مشابهة، لن تتغير مواقفها.
هذه المواجهة حول "الجدران والمنافسة" لم تنته بعد. كما أن معايير السياسات المتباينة تذكرنا بأن قواعد النظام البيئي التكنولوجي العالمي يتم إعادة تعريفها، وأن التنافس بين المناطق المختلفة والشركات المختلفة قد بدأ للتو.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
تسجيلات الإعجاب 8
أعجبني
8
2
إعادة النشر
مشاركة
تعليق
0/400
BridgeJumper
· منذ 5 س
هذه المعايير المزدوجة من أبل مذهلة، فقد تنازلت اليابان بنسبة 5% والاتحاد الأوروبي أيضًا، ومع ذلك لا تزال تتشبث بنسبة 30% تجاه الصين، هذا الوضع حقًا...
شاهد النسخة الأصليةرد0
defi_detective
· منذ 5 س
تستمر آبل في الحفاظ على 30% في الصين، وهذا هو الخداع الحقيقي للناس لتحقيق الربح.
تلك الجدران التي تبدو غير قابلة للاختراق، تم فتح ثغرة فيها مؤخرًا.
في 18 ديسمبر، دخل قانون "تعزيز المنافسة في برامج الهواتف الذكية" الصادر عن لجنة التجارة العادلة اليابانية حيز التنفيذ رسميًا، وقامت شركة آبل بتعديل سياسة متجر التطبيقات في اليابان في نفس الليلة. لم تكتفِ الشركة بالسماح للمستخدمين بتثبيت أسواق التطبيقات من الطرف الثالث، بل خفضت أيضًا ما يُعرف بـ "ضريبة آبل" من 30% إلى 10%-21%. وهذا هو السوق الرئيسي الثالث الذي ينجح في تحريك النظام البيئي المغلق لشركة آبل بعد الاتحاد الأوروبي وكوريا.
لكن الشيء المثير للاهتمام هنا هو - نفس الشركة، تلعب بقواعد مختلفة تمامًا في أسواق مختلفة. في اليابان تنازلت، وفي أوروبا تراجعت، لكن في الصين، لا تزال أبل متمسكة بأشد المعايير 30% في العالم، دون تقديم أي تنازلات. الدفع من طرف ثالث والتثبيت الجانبي؟ لا تفكر حتى في الأمر.
**لماذا تكون الجدران بهذا القدر من القيمة؟**
كانت "حديقة الجدران" الخاصة بأبل محصنة بشكل كبير. كانت جميع التطبيقات يجب أن تُوزع من خلال متجر التطبيقات، وكان يجب أن تتم جميع معاملات المحتوى الرقمي عبر أبل باي، وبالتالي كانت أبل تأخذ بسهولة نسبة تتراوح بين 15%-30%. يبدو الأمر سهلاً، لكن هذه النموذج كان يجلب لأبل تدفقاً نقدياً هائلاً كل عام.
عند النظر إلى بيانات السنة المالية 2023، يتضح الأمر: حققت أبل إيرادات خدمات إجمالية بلغت 85.2 مليار دولار، حيث ساهمت المتجر الإلكتروني وحده بحوالي 22 مليار دولار، وهو ما يمثل 34% من إجمالي إيرادات الخدمات. هذه ليست مبلغًا صغيرًا.
**كيف تغيرت السياسة الجديدة في اليابان؟**
عندما دخلت اللوائح الجديدة في اليابان حيز التنفيذ، كانت استجابة آبل سريعة. وفقًا لأحدث التعديلات المعلنة على السياسات، يتم تقسيم السوق الياباني الآن إلى ثلاثة سيناريوهات لجمع العمولات:
— الدفع عبر طرف ثالث داخل التطبيق: عمولة 10%-21%
— الدفع الخارجي للتطبيق (الدفع عبر الروابط): عمولة 10%-15%
— الدفع عبر متاجر التطبيقات الخارجية: فقط 5%
ماذا يعني هذا؟ أصبح لدى المطورين الآن حق الاختيار الحقيقي. إذا لم يرغبوا في دفع 30%، يمكنهم ببساطة الخروج واستخدام متجر طرف ثالث، فقط بتكلفة 5%. هذه حدث كبير لنظام تطبيقات.
**الهيمنة العالمية"**
لماذا تختلف مواقف آبل بشكل كبير في أماكن مختلفة؟ بصراحة، كلما كانت القوانين أكثر صرامة، كلما تراجعت.
في الاتحاد الأوروبي، لقد وضعت "قانون السوق الرقمية" أبل في الزاوية منذ فترة طويلة - حيث سمحت بالتثبيت الجانبي، وسمحت بالدفع من طرف ثالث، ويجب تقليل العمولة. كوريا الجنوبية ليست أقل شأناً، حيث يمنع "تعديل قانون الاتصالات" استخدام الدفع المحدد داخل التطبيقات بشكل قسري، مما أجبر أبل على التراجع. أما اليابان، فقد استخدمت قانون المنافسة الجديد لتأكيد الأمر بشكل نهائي.
لكن عندما وصلنا إلى الصين، تغيرت الأمور. لا تزال أبل تتمسك بمعيار العمولة العالمي الأعلى بنسبة 30% دون أي علامات على التنازل. الدفع من طرف ثالث؟ لا يوجد. تحميل التطبيقات بشكل جانبي؟ ممنوع تماماً. هذه المعاملة المختلفة، وراءها بلا شك اعتبارات سوقية وتنظيمية معقدة.
**ماذا يعني هذا للبيئة؟**
من وجهة نظر النظام البيئي للعملات المشفرة، فإن هذا التغيير يستحق الانتباه. لقد تسبب العمولة العالية في متاجر التطبيقات دائمًا في ضغط كبير على المنتجات مثل المحافظ، وتطبيقات DeFi، وأدوات التداول. عندما يقوم المستخدم بتثبيت تطبيق، يتم فرض تكلفة عمولة بنسبة 30%، مما يُحمّل على المستخدمين، وفي النهاية، الضحية هو الناس العاديون.
الآن أصبحت القواعد أكثر مرونة، ولدى المطورين المزيد من الخيارات. ربما سنرى المزيد من تطبيقات Web3 تختار التوزيع من خلال قنوات طرف ثالث، وهذا يعتبر شيئًا جيدًا لتنوع التطبيقات وحرية اختيار المستخدم.
ومع ذلك، لا تبالغ في تقدير الأمر. إن التزام شركة آبل بالأرباح معروف. التنازلات التي قدمتها في اليابان كانت مفروضة عليها أساسًا. طالما لا توجد رقابة إلزامية، ستبقى أولوية آبل دائمًا هي حماية نموذجها التجاري. في الأسواق التي لا توجد بها قوانين مشابهة، لن تتغير مواقفها.
هذه المواجهة حول "الجدران والمنافسة" لم تنته بعد. كما أن معايير السياسات المتباينة تذكرنا بأن قواعد النظام البيئي التكنولوجي العالمي يتم إعادة تعريفها، وأن التنافس بين المناطق المختلفة والشركات المختلفة قد بدأ للتو.