في السنوات الأخيرة، من خلال مراقبة تقاطع Web3 و AI، بدأت أشعر بشكل متزايد بواقع واحد: منطق تشغيل العالم في المستقبل سيتغير حقًا. في الماضي، كان علينا القيام بكل شيء بأنفسنا - الضغط على زر، تأكيد، اتخاذ قرار، كل خطوة تتطلب المشاركة البشرية. لكن عند النظر إلى الأمام، سيتغير النموذج تمامًا: كل ما تحتاجه هو أن تقول جملة واحدة، وبقية العملية بأكملها ستكتمل بواسطة وكلاء نيابة عنك. يبدو أن ذلك يعكس زيادة في الكفاءة؟ على السطح، هو كذلك، لكن هناك تكلفة كبيرة مخفية - نسميها "تكلفة النظام".

كلما زاد عدد الوكلاء وزادت استقلاليتهم وذكائهم، زادت التكلفة اللازمة للحفاظ على استقرار النظام. لأن هؤلاء الوكلاء لا يقومون فقط بتنفيذ المهام، بل يقومون أيضًا بإعادة كتابة كثافة وسرعة سلوك النظام البيئي بأكمله. يعمل النظام بسرعة كالعاصفة، لكن البشرية لا تستطيع مواكبة ذلك. هذه ليست مشكلة صغيرة.

فقط لأنني رأيت هذه النقطة، فهمت القيمة العميقة لنظام البروتوكولات الذكية اللامركزية. إنه ليس مجرد أداة أو إطار عمل، بل هو بنية تحتية تم إعدادها مسبقًا لمواجهة تكاليف النظام في المستقبل.

غالبًا ما نتحدث عن أن جوهر Web3 هو اللامركزية، لكن هذا المفهوم تم سوء فهمه. اللامركزية لا تعني ببساطة حالة من الفوضى. بالعكس - كلما زاد عدد المشاركين، وتوزعت الكيانات المنفذة، وزادت درجة اللامركزية، كلما كانت الحاجة ملحة إلى مجموعة من القواعد الأساسية الموضوعية والشفافة، والتي لا تحتاج إلى مزيد من الشرح. ينبغي أن تكون هذه القواعد موضوعية مثل الصيغ الرياضية.

ووكيل الذكاء الاصطناعي بالضبط يغير إيقاع تشغيل النظام القديم. إنهم ينفذون بسرعة، وينفذون بكميات كبيرة، وأتمتة كاملة طوال العملية. على عكس البشر، الوكلاء لا يتوقفون للتفكير لمدة ثانيتين، ولا يشعرون بالقلق من المخاطر، بل يتقدمون فقط بناءً على المنطق. النظام التقليدي للسلطة مبني على فرضية "أن البشر سوف يترددون، وسوف يوازنوا، وسوف يفرضوا قيوداً على أنفسهم". لكن الوكلاء أعادوا كتابة هذه الفرضية.