آخر الأخبار التي تثير الضجة في السوق مؤخرًا لا تزال موضوع الرسوم الجمركية. لكن بصراحة، معظم المناقشات لم تلتقط الجوهر. خلال سنوات عملي في سوق العملات المشفرة، لاحظت أن: الظاهر هو نزاعات تجارية، والعبء الحقيقي وراء ذلك هو أزمة ديون الولايات المتحدة التي تبلغ 37 تريليون دولار.

**ثقب الديون أصبح قنبلة موقوتة**

البيانات أمامنا: ديون الولايات المتحدة الفيدرالية ستتجاوز 37 تريليون دولار بحلول عام 2025. كل عام، تتجاوز نفقات فوائد الديون تريليون دولار — هذا الرقم يفوق ميزانية الدفاع. والأخطر من ذلك، أن هناك 9.2 تريليون دولار من سندات الدين ستصل إلى موعد الاستحقاق في عام 2025، منها 6.5 تريليون دولار ستُسدد في يونيو، وهو حجم يعادل إجمالي الناتج المحلي لألمانيا واليابان.

لطالما دخلت المالية الأمريكية في دائرة مفرغة. لا يمكن تقليل الإنفاق العسكري، ولا يمكن تقليل الرفاه الاجتماعي بشكل كبير، وسياسات خفض الضرائب تضغط على إيرادات الضرائب. النتيجة؟ من أين يأتي المال؟ لا بد من الاستمرار في الاقتراض وطب النقود بشكل مفرط. وكلما زاد الأمر، زاد حجم الكرة الثلجية، حتى أن وكالات التصنيف الدولية بدأت تخفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة.

**اللعب المالي وراء الرسوم الجمركية**

هذه هي الحسابات الحقيقية لترامب. بما أنه لا يمكن سد الثغرة، فمن الأفضل أن يستخدم سياسة الرسوم الجمركية لخلق حالة من الذعر، وإجبار رؤوس الأموال العالمية على الاستمرار في شراء ديون أمريكا. ماذا حدث بعد إعلان فرض رسوم جمركية في أبريل 2025؟ انخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات من 4.2% إلى 3.9%، مما وفر 30 مليار دولار من تكاليف الفوائد السنوية. هل هذا يشبه حرب تجارية؟ واضح أنه عملية مالية مدفوعة بـ"الذعر".

بالنسبة لسوق العملات المشفرة، فإن تطور أزمة ديون الولايات المتحدة يؤثر مباشرة على توقعات السيولة العالمية وتسعير الأصول ذات المخاطر. التركيز على هذا التغير الأساسي أكثر قيمة من متابعة الأخبار الرائجة.