ثورة ZK: كيف يمكن لمهمة توسيع إيثريوم أن تصل إلى 10,000 TPS

التحرر من معضلة البلوكتشين الثلاثية

لسنوات، واجهت إيثريوم خيارًا مستحيلًا: السرعة، الأمان، أو اللامركزية—اختر اثنين، وخسر واحدًا. هذه هي المعضلة الشهيرة للبلوكتشين التي لطالما أرقت الشبكات العامة. لكن ماذا لو كانت هناك طريقة للخروج؟ أدخل إثباتات المعرفة الصفرية (ZK)، تقنية “رياضيات القمر” التي يسميها جاستن درايف من مؤسسة إيثريوم مفتاح فتح حقبة إيثريوم القادمة.

إليك الفكرة الثورية: بدلاً من أن يقوم آلاف العقد بإعادة تنفيذ كل معاملة من الصفر (وهذا هو السبب في أن إيثريوم حاليًا تصل إلى 18-20 معاملة في الثانية)، يمكن للمصادقين ببساطة التحقق من إثبات رياضي صغير يؤكد أن دفعة المعاملات تم تنفيذها بشكل صحيح. فكر فيها كأن تثق في تقرير تدقيق بدلاً من إعادة حساب دفتر الأستاذ بالكامل بنفسك.

لماذا لم تتجه إيثريوم أبدًا نحو “مركز البيانات”

بينما ينتج المنافسون مثل سولانا 1500 معاملة في الثانية من خلال طلب أجهزة قوية، اتخذت إيثريوم رهانًا مختلفًا: فهي تظل لامركزية بما يكفي للعمل على Raspberry Pi. هذا ليس هندسة نوستالجية—إنه إيديولوجي. المقايضة؟ يشارك الجميع في التحقق، يعيد الجميع الحساب، ويظل معدل النقل محدودًا عمدًا.

تقول أومه روي من شركة ZK التقنية Succinct Labs بصراحة: “تصميم إيثريوم يتطلب من أي شخص مواكبة الشبكة وإعادة تنفيذ جميع المعاملات. لا يمكنك توسيع حجم المعاملات بشكل تعسفي لأن كل معاملة تحتاج إلى إعادة حساب.” إنه مثل طلب من كل مستخدم Google Sheets إعادة حساب الجدول بأكمله كلما قام أحدهم بتحرير خلية.

ZK Rollups: ساحة الاختبار العملية

التحول يحدث بالفعل على الطبقة الثانية. Linea، التي أنشأتها شركة Consensys (تأسست بواسطة مؤسس إيثريوم جو لوبين)، هي ZK Rollup متوافقة تمامًا مع EVM تتعامل مع التطبيقات بسلاسة. يوضح ديكلان فوكس، قائد فريق Linea، القوة: “ZK تتيح لنا زيادة حدود الغاز بشكل كبير دون جعل التحقق أكثر تعقيدًا. مع تسريع وتخفيض تكلفة توليد الإثبات، نتعامل مع معدل نقل أعلى مع الحفاظ على متطلبات الأجهزة منخفضة—حتى أن ساعة ذكية يمكنها التحقق.”

ترقية L1: مسيرة تدريجية نحو 10,000 معاملة في الثانية

مؤخرًا، ألمحت الباحثة في مؤسسة إيثريوم صوفيا جولد إلى أن دمج zkEVM على L1 قد يحدث خلال عام. لكن لا تتوقع 10,000 معاملة في الثانية بين عشية وضحاها. سيكون الإطلاق منهجيًا:

أولًا، ستطلق عملاء مصادقين جدد يدعمون التحقق بواسطة ZK. يختبر المستخدمون الأوائل، وتُصلح الأخطاء. الشبكة لديها خمسة عملاء برمجية رئيسية، لذا فشل واحد لن ينهار كل شيء (على عكس سلاسل العميل الواحد).

وفي الوقت نفسه، يستمر حد الغاز في الارتفاع. لقد قفز للتو بنسبة 22% إلى 45 مليون. اقترح الباحث دانكراد فايس زيادته ثلاث مرات سنويًا. على مدى أربع سنوات، وحده هذا المعدل يقرب إيثريوم من 2000 معاملة في الثانية.

رؤية جاستن درايف؟ بحلول عام 2031، الوصول إلى “GigaGas”—حوالي 10,000 معاملة في الثانية على L1، مع تكديس L2 فوقها للوصول إلى 10 ملايين معاملة في الثانية على مستوى النظام البيئي خلال عقد من الزمن.

مستقبل ‘شبكة الشبكات’

هذه ليست بلوكتشين واحد يفعل كل شيء. إنها شبكة: L1 يوفر الأمان الأساسي والتسوية، وطبقات L2 المختلفة تُحسن لأغراض مختلفة (السرعة، التكلفة، الخصوصية)، وكلها مرسخة بواسطة إثباتات ZK. لا حاجة لأن تكون سلسلة واحدة مركز بيانات—البيئة بأكملها تتوسع معًا.

المفاجأة الحقيقية؟ إذا أصبح الحمل الحسابي للتحقق من إثباتات ZK خفيفًا بما يكفي، فلن يحتاج المصادقون إلى مزارع خوادم. حتى $7 Raspberry Pi Pico يمكنه التعامل معه. هذه هي مكافأة اللامركزية التي كانت إيثريوم تطاردها طوال الوقت.

خارطة طريق التوسع لإيثريوم لم تُنهَ بعد—لا تزال الحوكمة بحاجة إلى الموافقة على هذه المقترحات. لكنها مبنية على أفكار وضعها فيتالك بوتيرين في 2017، وتم تحسينها ودعمها من قبل الباحثين الأساسيين. قد لا تكون المعضلة المستحيلة مستحيلة بعد كل شيء.