عشية اجتماع لجنة السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، شهد سوق العملات الرقمية انتعاشاً قوياً. في 10 ديسمبر، تجاوز سعر البيتكوين لفترة وجيزة 94,000 دولار، مسجلاً ارتفاعاً يقارب 4% خلال 24 ساعة، كما ارتفعت العملات البديلة الرئيسية مثل إيثريوم وXRP وسولانا بشكل متزامن. ومع ذلك، يختلط التفاؤل في السوق بحذر شديد: فعلى الرغم من التوقعات العامة بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن المتداولين يزداد قلقهم من أن باول قد يستغل هذه الفرصة لإطلاق إشارة “متشددة”، ملمحاً إلى احتمال وقف وتيرة التيسير في يناير المقبل. وقد حذر المحللون أنه إذا تحقق هذا السيناريو، فقد تضيع على البيتكوين فرصة “ارتداد الكريسماس” المنتظر، وتصبح الآمال في تجاوز مستوى 100,000 دولار هذا العام ضئيلة للغاية.
احتفال ليلة الاجتماع: البيتكوين يقود الارتفاع والأسواق تترقب
قبل لحظات من أهم اللحظات الماكروية في السوق، أظهر سوق العملات الرقمية تقلبه ومرونته المعهودتين. ففي 10 ديسمبر، ارتفع سعر البيتكوين بقوة من أدنى مستوى يومي عند 89,500 دولار ليصل إلى 94,000 دولار، مما دفع إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية للعودة فوق 3.18 تريليون دولار. وكانت مكاسب العملات البديلة الرئيسية مثل إيثريوم وXRP وسولانا أكثر وضوحاً، ما يدل على عودة شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وجاء توقيت هذا الارتداد بشكل دقيق، مرتبطاً مباشرة بقرار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي المنتظر في اليوم التالي (11 ديسمبر). ووفقاً لبيانات أداة CME FedWatch، فإن احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بلغت 90% بحسب تسعير السوق، وهذا يُعد ثالث خفض متوقع هذا العام. ومن الناحية التاريخية، غالباً ما يكون توقع تيسير السيولة إيجابياً للأصول ذات المخاطر مثل العملات الرقمية، وهذا أحد الأسس المنطقية لهذا الارتداد. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية (CFTC) مؤخراً برنامجاً تجريبياً يسمح باستخدام البيتكوين والإيثريوم وUSDC كضمانات في سوق المشتقات، وهو ما عزز من فائدة العملات الرقمية وقبولها المؤسسي، مما دعم معنويات السوق.
ومع ذلك، جاء هذا الارتداد وسط صراع قوي بين الدببة والثيران. وتظهر البيانات على السلسلة أنه خلال الأربع ساعات الماضية، ومع ارتفاع الأسعار، تمت تصفية مراكز بقيمة إجمالية بلغت 289 مليون دولار، منها 265 مليون دولار كانت مراكز بيع. وهذا يكشف عن وجود ضغط كبير لتصفية البائعين على المكشوف وراء هذا الارتفاع، لكنه يعني أيضاً أن الكثير من الروافع المالية قد تم تصفيتها، مما يقلل من العوائق أمام الحركة التالية للسوق.
شبح “التيسير المتشدد”: هل سيسكب الفيدرالي الماء البارد على السوق؟
على الرغم من أن خفض الفائدة بات شبه محسوم، إلا أن الغيمة الأكبر التي تلوح في أفق السوق ليست “هل سيتم الخفض” بل “كيف سيتم الخفض”. فقد انتقل جوهر الجدل في السوق من توقع الخفض نفسه إلى التكهن بمسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي مستقبلاً. ويزداد عدد المتداولين الذين يخشون أن يقدم الفيدرالي على ما يسمى “التيسير المتشدد” — أي خفض الفائدة مع توجيه رسائل متشددة من خلال مؤتمر باول الصحفي، معبراً عن قلق دائم من التضخم، ومشيراً إلى أن الخفض الحالي هو مجرد “تصحيح” وليس بداية دورة تيسير، وربما يتم تعليق الإجراءات في يناير القادم.
وتجلت هذه المخاوف بوضوح في أسواق التوقعات. حيث أظهرت بيانات Polymarket زيادة في العقود التي تراهن على أن باول سيتخذ نبرة “متشددة” في تصريحاته. وإذا تحقق هذا السيناريو، فسيكون ذلك ضربة قوية للأصول ذات المخاطر. وأوضح محلل Coin Bureau، نيك بوكارين: “إذا فعلاً ألقى باول خطاباً متشدداً، فإن فرصة ارتداد الكريسماس للبيتكوين ستنخفض”. لأن السوق سيفسر ذلك على أنه تيسير أضعف وأقصر من المتوقع، مما يضعف الحماس للمضاربة.
أما التأثير الأعمق فهو أنه قد يؤدي إلى تعميق الانفصال بين البيتكوين وأسواق الأسهم التقليدية. فمنذ بداية العام، انخفض البيتكوين بحوالي 2% بينما ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 16%، في أكبر تباعد في الأداء بينهما منذ 2014. وإذا أرسل الفيدرالي إشارات متشددة، فقد يعزز هذا “الانفصال”، ويخيّب آمال المستثمرين الذين يتوقعون أن تلحق العملات الرقمية برالي “الكريسماس” في الأسهم الأمريكية.
العوامل المتضادة في السوق الحالية والبيانات التوقعية الرئيسية
ابتكار السياسات: موافقة CFTC على استخدام البيتكوين والإيثريوم كضمانات للمشتقات.
هيكل السوق: معدلات تمويل العقود الدائمة منخفضة جداً أو سلبية، ونسبة الروافع المالية منخفضة، وتمت تصفية الكثير من مراكز البيع.
النمط الفني: ارتداد الأسعار من قاع 83,000 دولار قد يؤسس لقاع سوق أكثر صلابة.
عوامل سلبية/مخاطر قصيرة الأجل:
مخاطر ماكرو: احتمال تنفيذ الفيدرالي “تيسير متشدد” مما يقمع شهية المخاطرة.
ضغط الكلفة: متوسط تكلفة شراء المستثمرين خلال الستة أشهر الماضية حوالي 103,000 دولار، ما يشكل مقاومة قوية ونزعة للبيع عند الارتفاع.
ضعف الزخم: منذ تراجع البيتكوين من قمة 126,000 دولار في أكتوبر، ظل الزخم ضعيفاً في الارتداد.
تخفيض توقعات المؤسسات: بنك ستاندرد تشارترد خفض هدف سعر البيتكوين لنهاية العام من 200,000 دولار إلى 100,000 دولار.
البيانات التوقعية الرئيسية في السوق:
احتمال تجاوز 100,000 دولار هذا العام (Polymarket): 49%
احتمال تجاوز 105,000 دولار هذا العام (Polymarket): 24%
اختلاف المحللين: هل سيأتي “رالي الكريسماس” كما هو متوقع؟
أمام هذا المشهد المعقد، ظهرت انقسامات واضحة بين آراء المحللين. دعاة الحذر يرون أنه لا يُنصح بالمطاردة حالياً. حيث أشار إد إنجل، محلل Compass Point، إلى أن البيتكوين يتداول حالياً في النطاق العلوي بين 81,000 و94,000 دولار، وأن محاولة الاختراق هنا تتطلب حذراً شديداً. وأكد أن متوسط تكلفة المستثمرين الداخلين خلال الأشهر الستة الماضية هو 103,000 دولار تقريباً، وعندما تكون الأسعار أقل من هذا المستوى يميل المستثمرون للبيع عند الارتداد وليس الشراء عند التراجع، ما يمثل مقاومة قوية في الأعلى.
أما المؤسسات مثل بنك ستاندرد تشارترد فقد خفضت توقعاتها بشكل ملحوظ. حيث قام رئيس قسم أبحاث الأصول الرقمية بالبنك، جيف كيندريك، بخفض هدف سعر البيتكوين لنهاية العام من 200,000 دولار إلى 100,000 دولار، وهدف 2026 من 300,000 دولار إلى 150,000 دولار. ويعكس هذا التعديل إعادة تقييم زخم السوق قصير الأمد من قبل المؤسسات المالية الرئيسية.
في المقابل، يرى المتفائلون أملاً في الهيكل الدقيق للسوق. حيث يرى سبنسر هالارن، رئيس قسم التداول خارج البورصة في GSR، أن الهيكل الحالي للسوق يُعد أساساً صاعداً لـ"رالي الكريسماس". وأشار إلى أن هبوط البيتكوين السابق إلى 83,000 دولار قد يكون “طرد” الكثير من المضاربين الضعفاء، وأسس قاعدة قوية من الشكوك. كما أن معدلات التمويل المنخفضة جداً أو السلبية للعقود الدائمة تدل على انخفاض الروافع المالية، مما يقلل من ضغط البيع خلال الارتفاعات. ولفت هالارن إلى أن “الوضع يبدو جيداً” وقد نشهد مزيداً من الصعود مع نهاية العام.
نظرة إلى 2026: تغير السياسات قد يكون أكبر محفز
بغض النظر عن كيفية إغلاق السوق بنهاية العام، فقد بدأ كثير من المحللين يوجهون أنظارهم نحو عام 2026 باعتباره أكثر وضوحاً. هناك محفز كبير محتمل قيد التشكّل: تغيير قيادة الاحتياطي الفيدرالي. إذ من المقرر أن تنتهي ولاية الرئيس الحالي جيروم باول في مايو 2026، ويتوقع السوق على نطاق واسع أنه إذا أعيد انتخاب ترامب، فسوف يرشح رئيساً جديداً أكثر ميلاً للتيسير.
ويُعد كيفن هاسيت، الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، أبرز المرشحين حالياً، ويعتبره السوق “شديد التيسير” وصديقاً لصناعة العملات الرقمية. وتوقع نيك بوكارين من Coin Bureau: “مع احتمالية تولي كيفن هاسيت التيسيري جداً رئاسة الفيدرالي العام المقبل، من المرجح أن يتحول السوق بسرعة من الركود إلى الحماس في 2026”. هذا التوقع بتيسير نقدي واسع النطاق قد يصبح السرد الأساسي الذي يقود دورة صعودية جديدة للعملات الرقمية.
لذلك، يمكن النظر إلى التقلبات والمنافسة الحالية في السوق على أنها إعادة توزيع أخيرة واستعداد قبل انطلاق دورة جديدة. حيث يركز المتداولون قصيرو الأجل على كل كلمة وإشارة من الفيدرالي، بينما قد يبدأ المستثمرون طويلو الأجل في إعادة ترتيب محافظهم استعداداً لتحول محتمل في السياسات الماكروية منتصف العام المقبل.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
بيتكوين ترتفع إلى 94,000 دولار! احذر من أن قيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض الفائدة بطريقة متشددة قد يقضي على "انتعاش عيد الميلاد"
عشية اجتماع لجنة السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، شهد سوق العملات الرقمية انتعاشاً قوياً. في 10 ديسمبر، تجاوز سعر البيتكوين لفترة وجيزة 94,000 دولار، مسجلاً ارتفاعاً يقارب 4% خلال 24 ساعة، كما ارتفعت العملات البديلة الرئيسية مثل إيثريوم وXRP وسولانا بشكل متزامن. ومع ذلك، يختلط التفاؤل في السوق بحذر شديد: فعلى الرغم من التوقعات العامة بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن المتداولين يزداد قلقهم من أن باول قد يستغل هذه الفرصة لإطلاق إشارة “متشددة”، ملمحاً إلى احتمال وقف وتيرة التيسير في يناير المقبل. وقد حذر المحللون أنه إذا تحقق هذا السيناريو، فقد تضيع على البيتكوين فرصة “ارتداد الكريسماس” المنتظر، وتصبح الآمال في تجاوز مستوى 100,000 دولار هذا العام ضئيلة للغاية.
احتفال ليلة الاجتماع: البيتكوين يقود الارتفاع والأسواق تترقب
قبل لحظات من أهم اللحظات الماكروية في السوق، أظهر سوق العملات الرقمية تقلبه ومرونته المعهودتين. ففي 10 ديسمبر، ارتفع سعر البيتكوين بقوة من أدنى مستوى يومي عند 89,500 دولار ليصل إلى 94,000 دولار، مما دفع إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية للعودة فوق 3.18 تريليون دولار. وكانت مكاسب العملات البديلة الرئيسية مثل إيثريوم وXRP وسولانا أكثر وضوحاً، ما يدل على عودة شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وجاء توقيت هذا الارتداد بشكل دقيق، مرتبطاً مباشرة بقرار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي المنتظر في اليوم التالي (11 ديسمبر). ووفقاً لبيانات أداة CME FedWatch، فإن احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بلغت 90% بحسب تسعير السوق، وهذا يُعد ثالث خفض متوقع هذا العام. ومن الناحية التاريخية، غالباً ما يكون توقع تيسير السيولة إيجابياً للأصول ذات المخاطر مثل العملات الرقمية، وهذا أحد الأسس المنطقية لهذا الارتداد. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية (CFTC) مؤخراً برنامجاً تجريبياً يسمح باستخدام البيتكوين والإيثريوم وUSDC كضمانات في سوق المشتقات، وهو ما عزز من فائدة العملات الرقمية وقبولها المؤسسي، مما دعم معنويات السوق.
ومع ذلك، جاء هذا الارتداد وسط صراع قوي بين الدببة والثيران. وتظهر البيانات على السلسلة أنه خلال الأربع ساعات الماضية، ومع ارتفاع الأسعار، تمت تصفية مراكز بقيمة إجمالية بلغت 289 مليون دولار، منها 265 مليون دولار كانت مراكز بيع. وهذا يكشف عن وجود ضغط كبير لتصفية البائعين على المكشوف وراء هذا الارتفاع، لكنه يعني أيضاً أن الكثير من الروافع المالية قد تم تصفيتها، مما يقلل من العوائق أمام الحركة التالية للسوق.
شبح “التيسير المتشدد”: هل سيسكب الفيدرالي الماء البارد على السوق؟
على الرغم من أن خفض الفائدة بات شبه محسوم، إلا أن الغيمة الأكبر التي تلوح في أفق السوق ليست “هل سيتم الخفض” بل “كيف سيتم الخفض”. فقد انتقل جوهر الجدل في السوق من توقع الخفض نفسه إلى التكهن بمسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي مستقبلاً. ويزداد عدد المتداولين الذين يخشون أن يقدم الفيدرالي على ما يسمى “التيسير المتشدد” — أي خفض الفائدة مع توجيه رسائل متشددة من خلال مؤتمر باول الصحفي، معبراً عن قلق دائم من التضخم، ومشيراً إلى أن الخفض الحالي هو مجرد “تصحيح” وليس بداية دورة تيسير، وربما يتم تعليق الإجراءات في يناير القادم.
وتجلت هذه المخاوف بوضوح في أسواق التوقعات. حيث أظهرت بيانات Polymarket زيادة في العقود التي تراهن على أن باول سيتخذ نبرة “متشددة” في تصريحاته. وإذا تحقق هذا السيناريو، فسيكون ذلك ضربة قوية للأصول ذات المخاطر. وأوضح محلل Coin Bureau، نيك بوكارين: “إذا فعلاً ألقى باول خطاباً متشدداً، فإن فرصة ارتداد الكريسماس للبيتكوين ستنخفض”. لأن السوق سيفسر ذلك على أنه تيسير أضعف وأقصر من المتوقع، مما يضعف الحماس للمضاربة.
أما التأثير الأعمق فهو أنه قد يؤدي إلى تعميق الانفصال بين البيتكوين وأسواق الأسهم التقليدية. فمنذ بداية العام، انخفض البيتكوين بحوالي 2% بينما ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 16%، في أكبر تباعد في الأداء بينهما منذ 2014. وإذا أرسل الفيدرالي إشارات متشددة، فقد يعزز هذا “الانفصال”، ويخيّب آمال المستثمرين الذين يتوقعون أن تلحق العملات الرقمية برالي “الكريسماس” في الأسهم الأمريكية.
العوامل المتضادة في السوق الحالية والبيانات التوقعية الرئيسية
عوامل إيجابية قصيرة الأجل:
عوامل سلبية/مخاطر قصيرة الأجل:
البيانات التوقعية الرئيسية في السوق:
اختلاف المحللين: هل سيأتي “رالي الكريسماس” كما هو متوقع؟
أمام هذا المشهد المعقد، ظهرت انقسامات واضحة بين آراء المحللين. دعاة الحذر يرون أنه لا يُنصح بالمطاردة حالياً. حيث أشار إد إنجل، محلل Compass Point، إلى أن البيتكوين يتداول حالياً في النطاق العلوي بين 81,000 و94,000 دولار، وأن محاولة الاختراق هنا تتطلب حذراً شديداً. وأكد أن متوسط تكلفة المستثمرين الداخلين خلال الأشهر الستة الماضية هو 103,000 دولار تقريباً، وعندما تكون الأسعار أقل من هذا المستوى يميل المستثمرون للبيع عند الارتداد وليس الشراء عند التراجع، ما يمثل مقاومة قوية في الأعلى.
أما المؤسسات مثل بنك ستاندرد تشارترد فقد خفضت توقعاتها بشكل ملحوظ. حيث قام رئيس قسم أبحاث الأصول الرقمية بالبنك، جيف كيندريك، بخفض هدف سعر البيتكوين لنهاية العام من 200,000 دولار إلى 100,000 دولار، وهدف 2026 من 300,000 دولار إلى 150,000 دولار. ويعكس هذا التعديل إعادة تقييم زخم السوق قصير الأمد من قبل المؤسسات المالية الرئيسية.
في المقابل، يرى المتفائلون أملاً في الهيكل الدقيق للسوق. حيث يرى سبنسر هالارن، رئيس قسم التداول خارج البورصة في GSR، أن الهيكل الحالي للسوق يُعد أساساً صاعداً لـ"رالي الكريسماس". وأشار إلى أن هبوط البيتكوين السابق إلى 83,000 دولار قد يكون “طرد” الكثير من المضاربين الضعفاء، وأسس قاعدة قوية من الشكوك. كما أن معدلات التمويل المنخفضة جداً أو السلبية للعقود الدائمة تدل على انخفاض الروافع المالية، مما يقلل من ضغط البيع خلال الارتفاعات. ولفت هالارن إلى أن “الوضع يبدو جيداً” وقد نشهد مزيداً من الصعود مع نهاية العام.
نظرة إلى 2026: تغير السياسات قد يكون أكبر محفز
بغض النظر عن كيفية إغلاق السوق بنهاية العام، فقد بدأ كثير من المحللين يوجهون أنظارهم نحو عام 2026 باعتباره أكثر وضوحاً. هناك محفز كبير محتمل قيد التشكّل: تغيير قيادة الاحتياطي الفيدرالي. إذ من المقرر أن تنتهي ولاية الرئيس الحالي جيروم باول في مايو 2026، ويتوقع السوق على نطاق واسع أنه إذا أعيد انتخاب ترامب، فسوف يرشح رئيساً جديداً أكثر ميلاً للتيسير.
ويُعد كيفن هاسيت، الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، أبرز المرشحين حالياً، ويعتبره السوق “شديد التيسير” وصديقاً لصناعة العملات الرقمية. وتوقع نيك بوكارين من Coin Bureau: “مع احتمالية تولي كيفن هاسيت التيسيري جداً رئاسة الفيدرالي العام المقبل، من المرجح أن يتحول السوق بسرعة من الركود إلى الحماس في 2026”. هذا التوقع بتيسير نقدي واسع النطاق قد يصبح السرد الأساسي الذي يقود دورة صعودية جديدة للعملات الرقمية.
لذلك، يمكن النظر إلى التقلبات والمنافسة الحالية في السوق على أنها إعادة توزيع أخيرة واستعداد قبل انطلاق دورة جديدة. حيث يركز المتداولون قصيرو الأجل على كل كلمة وإشارة من الفيدرالي، بينما قد يبدأ المستثمرون طويلو الأجل في إعادة ترتيب محافظهم استعداداً لتحول محتمل في السياسات الماكروية منتصف العام المقبل.